يشعر محبو وأصدقاء أحمد فؤاد نجم بأنه على سفر، وأن رحيله فى مثل هذا اليوم من العام الماضى لم يكن غير «مقلب» من مقالبه.. أبوالنجوم ليس فقط هو الشاعر العظيم الذى احتمى بالناس ولغتهم وحيلهم وأشواقهم ليكتب عنهم، ولا هو الفارس الذى سرقت السجون عمره لأنه اختار مع من يقف، هو أحد حراس مصر التاريخيين الذين بذلوا أعمارهم فى رحابها.. هو يشير إلى أجمل ما فى الشخصية المصرية النقية التى تنشد العدل والخير والكرامة.. عاش نظيف اليد والقلب، ينشر البهجة والأمل، كان إذا حل حلت البركة، وهبت عطور قديمة.
كان من دراويش سيدنا الحسين المخلصين، يذهب إليه مثل الأطفال، يشكو له عن كيف فتك الظَلمة بالطبقة العاملة والفلاحين.. مع «نجم» أنت مع مصر «اللى الجبرتى لم يعرف لها عمر»، لم يكن مشغولًا بالمجد الذى يتكالب عليه المشغولون بالمجد، كان غنيًا باستغنائه، يعرف فى الناس ويتواصل معهم.. عشت إلى جواره أكثر من نصف عمرى، كان محبًا للبهجة وعدوًا للمحبطين، رفض إتمام حوار صحفى ذات مرة لأن المحاورة سألته: إيه سر اكتئابك؟، غضب فعلًا وقال لها «إنت شايفانى من بتوع نادى الجزيرة؟».
«حوش قدم» كانت قبل زلزال 1992 قبلة الباحثين عن العاصمة، حيث الغناء لا ينقطع، والمستقبل فى متناول اليد، فى مدرسة تعلم البساطة بدأت الأسطورة، الطاقة الروحية الخيرة التى كانت تسكن «أبوالنجوم» جعلته عابرًا للأجيال، الليلة ستعلن الجائزة التى أطلقها صديقه نجيب ساويرس تخليدًا لاسمه، وربما حضر بنفسه لتسليمها للورد اللى فتح فى جناين مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة