جابر عصفور وزير ثقافة يعارض نفسه.. دعا الأزهر لفتح باب الاجتهاد على مصراعيه وعرض فيلم "نوح".. والوزارة تصدر بيانا لتبرير منع "سفر الخروج: ملوك وآلهة" عن موسى بدعوى التزييف

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 02:24 م
جابر عصفور وزير ثقافة يعارض نفسه.. دعا الأزهر لفتح باب الاجتهاد على مصراعيه وعرض فيلم "نوح".. والوزارة تصدر بيانا لتبرير منع "سفر الخروج: ملوك وآلهة" عن موسى بدعوى التزييف جابر عصفور وزير الثقافة المصرى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الأزهر لا يحكمنا، إنما نحتكم إلى الدستور».. بهذه الكلمات أكد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، أنه لو كان وزيرًا حينما أثيرت قضية فيلم «نوح» لعرضه دون الرجوع إلى الأزهر، متعجبًا وقتها من إصرار مشايخ الأزهر على منع الفيلم، داعيًا إياهم إلى فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، مضيفًا: «بعض المشايخ الذين خرجوا علينا وحرموا عرض فيلم نوح ليس لديهم دليل من الكتاب والسنة، ولابد من تحديث النظرة الجديدة وفقًا للعصر الحالى ومتطلباته».

وفى أول اختبار حقيقى لفتح باب الاجتهاد وفقًا للعصر الحالى، عارض جابر عصفور نفسه، وقام بمنع فيلم «سفر الخروج: ملوك وآلهة» بدعوى التزييف، وهو الفيلم الذى يتناول قصة نبى الله موسى من وجهة نظر المخرج البريطانى ريدلى سكوت.

وأصدرت وزارة الثقافة بيانًا اتهمت الإعلام فيه بـ«تردى الخطاب» فى تناول أزمة المنع، وأعلنت أن الأزهر الشريف لم يكن طرفًا فى هذه القضية، وأنه لم يعرض على أى مختص من المشيخة، بل تعللت بأن شركة الخدمات «هاما فيلم بوردكشن» المسؤولة عن تصوير مشاهد الفيلم فى مصر قامت بعملية تمويه وخداع حينما أخفت المعلومات الحقيقية عن طبيعة وقصة وسيناريو وحوار الفيلم، عندما قدمت بضع وريقات بغرض تصوير فيلم سياحى عن مصر، وبناءً على ذلك تم منحها الترخيص بالتصوير، إلا أنها قامت بتصوير مشاهد الفيلم الحقيقية خلسة.

وأشارت الوزارة إلى أن الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات السمعية والبصرية شكلت لجنة رقباء ثلاثية وقدمت تقريرًا يوضح أن هناك مغالطات تاريخية متعمدة تسىء لمصر وحضارتها الفرعونية فى محاولة ليست هى الأولى لتهويد الحضارة المصرية، ما يؤكد بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم.
وانتهى تقرير هذه اللجنة إلى أن أحداث الفيلم تعود لمصر الفرعونية 1300 ق. م، فى مدينة ممفيس، ومن هنا تبدأ أولى المغالطات التاريخية، حيث يظهر فيه العبرانيون على أنهم قضوا فى مصر 400 سنة يقاسون ويلات العبودية والسخرة فى بناء الأهرامات، ولمواجهة هذا الظلم قام موسى، الذى أظهره الفيلم فى صورة قائد عسكرى، بتكوين جماعات مسلحة من بنى إسرائيل لمجابهة المصريين، ليحررهم من العبودية، كما يظهر طفل صغير على أنه الوحى الإلهى، الذى يرشد «موسى» إلى الطريق القويم، ويملى عليه وصاياه وعقائده، وكأنه الذات الإلهية الذى تجلى لموسى فى طور سيناء.

كما ذكر التقرير، أن الفيلم أظهر المصريين على أنهم متوحشون، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم فى الشوارع بصورة بشعة، وهذا يتنافى تاريخيًا مع الحقائق التاريخية، حيث إن المصريين القدماء لم يعرفوا عملية الشنق، وهذه الأحداث ليس لها أى سند تاريخى، فهذه المشاهد لم تحدث نهائيا ولم يثبت تاريخياً أنها حدثت.

وعلى الرغم مما جاء بالتقرير فإنه أوصى بعرض الفيلم انتصارا لحرية التعبير والإبداع، إلا أنه عارض نفسه ورأى أن هذا قد يؤدى إلى تسريب تلك الأفكار المغلوطة التى يبثها الفيلم، لجيل يستقى معظم معارفه وثقافته عبر تلك الأفلام، والتى تضرب التاريخ المصرى فى مقتل، ولذلك توصى اللجنة برفض الفيلم، وعدم عرضه.

وأشار بيان الوزارة إلى أن جابر عصفور لم يكتف بهذا التقرير، بل شكل لجنة علمية خارجية برئاسة الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وعضوية رئيس الرقابة الدكتور عبد الستار فتحى، واثنين من أساتذة الآثار المصرية، لمشاهدة الفيلم وكتابة تقريرهم عن ذات الفيلم، وجاء تقرير اللجنة العلمية مطابقًا لما ورد فى تقرير لجنة الرقباء، ليؤكدوا نفس المغالطات التاريخية، ويوصوا بعدم عرض الفيلم نهائيًا، لأنه يعطى صورة ذهنية مزيفة وخاطئة ومغلوطة عن تاريخ مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة