ردود أفعال واسعة عقب حوار السيسى مع رؤساء تحرير الصحف القومية.. خبراء وسياسيون: قرار زيارة إثيوبيا فى يناير جاء فى الوقت المناسب.. والرئيس ضع لنفسه أولويات سيسعى لتنفيذها خلال الفترة المقبلة

أشاد باحثون سياسيون بتصريحات الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف القومية، يوم الأحد الماضى، مؤكدون على أهمية قرار السيسى بزيارة دولة إثيوبيا فى شهر يناير من العام المقبل، ومبرزين لتصريحات السيسى بالتجاوب مع قطر والدخول فى مفاوضات معها من أجل المصالحة، مشيرين للدور المهم للمملكة العربية السعودية فى هذا الشأن.

السيسى وضع لنفسه أولويات سيسعى لتنفيذها خلال الفترة المقبلة
قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن حوار الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع لنفسه أجندة، التى سيسعى لتنفيذها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف زهران فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يريد دمج الشباب فى إطار تنظيمى، واستيعابهم فى بوطقة واحدة، بحيث ينتقلون من المراهقة الفكرية إلى النضج فى الاختيار.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع لنفسه أولويات سيسعى لتنفيذها من بينها أنه لا تعديل الدستور فى الوقت الحاضر، وأنه يؤيد جهود السعودية من أجل المصالحة مع قطر، ولكن هذا يتوقف على الدوحة، وما ستقوم به من تصرفات لإتمام تلك المصالحة.

قرار السيسى بزيارة إثيوبيا جاء فى الوقت المناسب
من ناحيته أكد أبو الفضل الإسناوى، الباحث السياسى بالمركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، أن قرار الرئيس السيسى بزيارة إثيوبيا نهاية شهر يناير من العام المقبل، جاء فى التوقيت المناسب تزامنًا مع موعد القمة الرابعة والعشرين للاتحاد الأفريقى فى يناير 2015.

مفاوضات مصر وإثيوبيا شهدت إخفاقًا فى الفترة الأخيرة
وأضاف الإسناوى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا شهدت إخفاقًا فى التوافق بين البلدين فى الرؤى خلال الفترة السابقة، مما استدعى الرئيس السيسى لمحاولة استئناف المفاوضات مرة أخرى للوصول إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا حول قضية سد النهضة الإثيوبى.

قرارات اللجنة الثلاثية "بين مصر والسودان وإثيوبيا" ملزمة
وأوضح الإثيوبى أن هناك لجنة ثلاثية تضم مصر والسودان وإثيوبيا، تعمل على وضع نقاط واضحة ومحددة بشأن الأزمة، وما تتوصل إليه اللجنة سيكون ملزمًا للجميع بما فيهم إثيوبيا، وهو ما يسعى الرئيس السيسى للوصول إليه، بعيدًا عن الوعود الشفهية، التى تخرج من مسئولى الحكومة الإثيوبية، والتى لا ترقى إلى اتفاقايات ملزمة بين البلدين.

الشعور بالعزلة الخليجية يدفع قطر لقبول المصالحة مع مصر
من جانبه قال محمد عز العرب، الباحث السياسى، بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن شعور قطر بالعزلة الخليجية كان عاملًا مهمًا فى قبولها للمصالحة مع مصر، والتى دعا لها العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدًا أن الضغوط الخليجية كان لها الدور الأهم فى بدء مفاوضات مصر وقطر تجاه المصالحة بين البلدين.

السعودية أنقذت الموقف بين البلدين
وأضاف عز العرب، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن مصر لم يكن فى نيتها المصالحة مع قطر، خاصة بعد ما المواقف التى أخذتها قطر ضد النظام المصرى بعد 30 يونيو، مشيرًا إلى أن تدخل المملكة العربية السعودية هو من أنقذ الموقف بين الدولتين وأعادهم إلى طاولة المفاوضات.

تعثر الجماعات الإسلامية أثر فى تغيير سياسة قطر ضد مصر
وأشار عز العرب، إلى أن هناك عدة عوامل أثرت على الجانب القطرى لكى تغير مسارات سياستها الخارجية تجاه مصر، أهمها تعثر الجماعات الإسلامية فى مصر فى التأثير على النظام المصرى، إلى جانب إخفاقهم فى العديد من الدول العربية، بالإضافة إلى منازعة الحرس القديم فى قطر للأمير تميم على الحكم، مما أثر على موقفه من الدول المجاورة، والسعى لكسب ودها مرة أخرى حتى يتسنى له تثبيت حكمه.

مؤشرات عديدة لتغير سياسات قطر تجاه مصر
وأضاف عز العرب، أن هناك عدة مؤشرات لتغيير سياسات قطر تجاه مصر والخوض فى المصالحة، ومن أهم هذه المؤشرات زيارة المبعوث القطرى لمصر، ووقف بث قناة "الجزيرة مباشر مصر" وتحويلها لقناة "الجزيرة العامة"، بالإضافة إلى المقابلات التى تمت، وتتم حاليًا، بين المؤسسات السيادية والدبلوماسية فى البلدين للوقوف على النقاط الخلافية بين البلدين حتى تتم المصالحة.

الجوانب الخلافية مع قطر مازالت قائمة
وأوضح عز العرب، أنه بالرغم من وجود خطوات جيدة من الجانب القطرى تجاه المصالحة، إلا أن هناك بعض الجوانب الخلافية مع قطر، تتمثل فى التوجه الإعلامى القطرى عامة، وليس المتعلق بقناة الجزيرة فقط، بالإضافة إلى موقف قطر من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، الذين مازالوا يعيشون فى قطر، لافتًا إلى ضرورة تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والتى ينتج عنها طرد عناصر الإخوان من قطر لارتكابهم جرائم إرهابية، كما أشار عز العرب إلى رفض مصر لدعم التحالف التركى- القطرى لجماعة الإخوان المسلمين ضد السيادة المصرية.

يذكر أن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى قد التقى برؤساء تحرير الصحف القومية، الأحد الماضى، وأكد خلال اللقاء أن علاقة مصر بإثيوبيا تتحسن، معلنًا أنه سيزورها نهاية يناير من العام المقبل، لافتًا إلى أن الجانب المصرى يسعى لتحويل التطمينات الشفهية بشأن سد النهضة إلى "وثيقة ملزمة".

وحدد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الجزء الثانى من حواره مع الصحف القومية رؤيته لمستقبل الحياة البرلمانية فى البلاد، داعيا الشعب المصرى إلى انتقاء أفضل العناصر لمجلس النواب المرتقب، وقال الرئيس السيسى فى حوراه، الذى امتد قرابة 200 دقيقة أن مصر فى حاجة إلى برلمان مسئول يعى مخاطر المرحلة ومتطلبات المستقبل أفضل، وأكد دعمه لكل مصرى لديه وعى بالمرحلة ويريد أن يمثل الفئات المختلفة من الشعب فى البرلمان القادم.



موضوعات متعلقة :
السيسى فى حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية:الجيش المصرى أسطورة..ولا أعطى أكثر من مهلتين لأى مسئول "والتالتة تابتة"..وحركة محافظين واسعة فى يناير..وعملية سيناء الكبرى تتم بعيدا عن الأنظار منذ 25 يوما


الرئيس بالجزء الثانى لحواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية:نسعى لبرلمان يعى مخاطر المرحلة..تجاوبنا مع قطر تقديرا للسعودية..مشروعات عملاقة بالمؤتمر الاقتصادى..ماليش فى الكورة..رسالتى للشعب"إن الله معنا"