أحيانا كثيرة تعجز الكلمات بداخلنا عن وصف دفء مشاعرنا أو الإحساس بالألم أو الظلم أو القهر أو للكشف عن كوامن النفس، بل قد نقف عاجزين فى اختيار مفردات كلماتنا، لأنها لا تفى بما نريد التعبير عنه، لكون الإحساس بداخلنا أكبر من أى كلمات، وقد يشوه الكلام ما نريد التعبير عنه، فتضيع أجمل وأرق لحظات قد يكون لها آثر رائع إذا أدركها من حولك.
تقف الكلمة عاجزة فى كثير من المواقف عما نريد التفوه به، بل قد تحدث صخب وضجيج وتشوه فكرة بعينها، فلا نصل إلى معرفة حقيقية من جراء التحدث، فتظل حبيسة إلى أن يرتقى من حولك بالتأمل والتفكر والتدبر ليدركوا عظمة وجمال الكلمة أو الفكرة التى تعنيها، بل فى كثير من الخلافات تعجز الكلمات عن تقريب وجهات النظر بل يكون الكلام فى ذاك الوقت يزيد من شدة التوتر والعصبية فيما بين الطرفين.
وأحيانا قد تجد الكلمة مجرد أداة ووسيلة للتعبير عن الأحداث اليومية والأشياء المادية ولكشف الحقائق ووصف الأشياء ولغة للتواصل والتعايش، لكنها كثيراً ما تقف حائل لوصف أجمل وأرق ما فينا من مشاعر.
من منا يستطيع أن يشكل الحرف ويجعله يعبر عما بداخلنا تجاه وقفة خشوع، أو يصف لحظة مؤثرة فى حياتنا أو يصف جمال وروعة مخلوقات الله سبحانه وتعالى فلا توجد كلماتك تسمو وترتفع بنا إلى ذلك، ويكون الصمت لغة بينك وبين رب العباد.
فلا يغرنك لافتات الحب، والانفعالات الصاخبة، فهى لا تعبر بصدق عن مكنون ذواتنا، وسرائرنا العميقة، لأنها صارت كلمات مستهلكة مبتذلة مجرد ثرثرة جوفاء، بل قد يكون الصمت أبلغ وأقوى من أى كلام، يشع دفئا ورحمة ومودة إذا الشخص الآخر على قدر من الوعى والجمال الداخلى ما يجعله يدرك حقيقة ومشاعر من يحب.
عصام كرم الطوخى يكتب: عندما تعجز الكلمات عن وصف مشاعرك
الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 12:03 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة