زملائى الأعزاء عبدالفتاح عبدالمنعم، ودندراوى الهوارى، ومحمود سعد الدين.. أنتم تكتبون على بعد سنتيمترات قليلة من هذا المقال، تنتقدون تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن قانون إهانة ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والنقد أمر جيد فى ذاته، لكن العقل أشد سلطانًا على هوى القلوب.. محمود سعدالدين، أنت تعتبر القانون يجعل رقبة كل مواطن معلقة برأيه فى إحدى الثورتين أو كلتيهما، منذ متى يا صديقى الدؤوب تطلق أحكامًا عامة.. أنا لا أعرف أنك تمتلك القدرة على التنبؤ بالغيب؟!، أنت خير من ألجأ إليهم فى الحصول على تفسيرات وتحليلات لكل ما يلتبس علىّ فى المسائل القانونية والقضايا الجارية.. لقد نضجنا يا صديقى بما فيه الكفاية لنترك المشاعر والأحكام العامة، كم مرة جلسنا أنا وأنت نتبادل الحسرة على الظلم الذى تعرضت له ثورة يناير، «أنا لن أصدق أنك عميل ومتآمر، فهل ستصدق أنت علىّ هذه التهمة؟».. هكذا كنا نسخر من حالنا إذا ما احتدم النقاش بين الناس حول ثورتنا اليتيمة.. كان مطلبنا بعد كل هذا الذل قانونًا صغيرًا بقدر أحلامنا، يحفظ كرامة دماء الشهداء العطرة، بعيدًا عن التناحر العفن لآلات حصد المكاسب، والآن تعتبرون القانون يحمل الظلم قبل أن يولد؟.. ليس هذا عهدى بك.
الأساتذة عبدالفتاح ودندراوى.. أنا شخص آمن بثورة 25 يناير وتفاءلت بثورة 30 يونيو، لكننى رفضت أن يمارس أى منهما استبدادًا ضد المعارضين ماداموا لم يعتدوا على حرمتيهما، وأى نفاق رخيص يمنح الأشخاص الخطاءون بفطرتهم قدسية لا يمنحها سوى القدير من فوق سبع سماوات.. فى المقابل كنت أتألم حسرة، وتتقطع أوصالى مع كل لفظ جارح أو تهمة مشينة أو حتى تلميح خبيث ينقص من قدريهما أو يشكك فى نوايا هذه أو تلك.. أساتذتى الأعزاء: منذ متى كانت حماية حركتى التغيير الأشهر فى العالم اليوم نوعًا من الاستبداد؟، أليس فى هذا القانون ما سيخرس الألسنة التى نعتبرها أنا وأنتم تفتقد المنطق والعقل، وتثير الفتن بتحزبها لواحدة دون أخرى؟، أيهما تفضلون.. تكميمًا للأفواه بالأمر المباشر أم مسارًا قانونيًا يعبر فيه الإعلاميون عن معارضتهم للثورتين دون التجريح فيمن آمنوا بأهدافهما وتقبلوا النتائج برضا خالص، فمنهم الذى مات ومنهم من ينتظر؟
هذا القانون يا سادة نتطلع أن يكون من أفضل ما قام به الرئيس السيسى للم شمل المجتمع.. من حقكم أن تقولوا ما شئتم عن الثورتين مادمتم لم تخرجوا معايير النقد، ولم تجرحوا مشاعر الملايين التى خرجت رغبة فى مستقبل أفضل، أما من يرون أنهما مؤامرة، والقائمين بهما عملاء، فلن أحزن إذا كان أول ضحايا قانون «ازدراء الثورة» كما تفضلتم وأسميتموه.. بربكم اتركوا الفرصة للوطن كى يلتقط أنفاسه.
زملائى الأعزاء.. أقولها راجيًا رضا الله، ولا أخشى سخط الناس، أنا أرحب بهذا القانون، وأدعو الرئيس السيسى أن يوجه بتدقيق مواده، لأنه فى نظرى سينهى كثيرًا من الفتن الناشبة فى جسد هذا الوطن، وسيعفينا من الإحباط الذى لازمنا منذ 3 سنوات.. احترامى وتقديرى.