هى كلمة يونانية معناها الهدية أوالموهبة الإلهية، فهى هبة من الله، إذا أحب الله تعالى عبدا وضع له القبول فى قلوب الآخرين، فهى تبعث طاقة عاطفية تسيطر على العقل والأحاسيس والمشاعر، وتعتبر من أكثر سمات الشخصية جاذبية، ويحظى صاحبها بالتقدير العالى، ويتمتع بالحضور الطاغى، ويملك القدرة على التأثير الإيجابى على الآخرين، وعندما يتواجد فى مكان يلفت إليه الأنظار ويجذب إليه كل من يراه، بل ويحاولون تقليده بصورة لا شعورية، ولا ينساه الآخرون حتى بعد رحيله، بل يظل أثره باقيا يسحر قلوب كل من عرفه.
الشخص الذى يمتلك الكاريزما اجتماعى بطبعه، نشيط، سريع البديهة، يتمتع بالبراعة فى الحديث والقدرة على الإقناع، محبوب، متواضع وتواضعه يرجع لثقته بنفسه، يعشق التحدى والتغيير، أفكاره عميقة، صاحب موقف، واثق من نفسه، يجيد استخدام لغة الجسد فتزيد من مصداقيته لدى الآخرين، يراعى مشاعر الغير، مبدع، مبتكر، اهتمامه بمظهره الخارجى يضفى مزيدا من الجاذبية والسحر لشخصيته، يتمتع بالقدرة على إثارة حماس من حوله بمرحه وتفاؤله وأفكاره الإيجابية، يستمد طاقته من حماسه وطموحه العالى.
ورغم أن النظريات القديمة كانت تؤمن أن الكاريزما سمة فطرية تولد مع الشخص وتلعب الجينات دور فى ظهورها، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الكاريزما سلوكيات وتصرفات يمكن أن تكتسب من خلال التعلم، وتوصل علماء النفس إلى العناصر الأساسية لامتلاك الكاريزما وتحويلها إلى مهارة يمكن تعلمها واكتسابها من خلال التدريب إذا توافرت بعض الصفات فى الشخص كالقبول الاجتماعى، وثقة الآخرين فيه، والشخصية الإيجابية المتفائلة، والقدرة على التحكم فى التعبير العاطفى، والحماس، والثقة فى النفس، والرؤية الثاقبة وسرعة الاستجابة للآخرين، والتأثير على الآخرين، ويظهر من خلال التفاعل والتواصل معهم فكريا وعاطفيا، والقدرة على الإقناع والاستماع الجيد، ويجيد استخدام لغة العيون، ومن المهم أن يحدث توازنا بين هذه المهارات، ففرط التعبير العاطفى وظهور نقاط ضعف فى الشخصية قد يؤدى إلى نقص الكاريزما حتى لو كانت موجودة فى الأساس.
الكاريزما صفة تفرض نفسها ولا يمكن تجاهلها، وقد ارتبطت فى أذهاننا بالقادة والسياسين ورجال الدين، نظرا لأهميتها فى قدرة الشخص على التأثير فى الآخرين وإقناعهم، وتظهر فى كل مجالات الحياة السياسية، الدينية، الفنية، والرياضية، لكنها قد تظهر على أى شخص يتمتع بسمات شخصية تمييزه وتجعله مؤثرا فيمن حوله، لذا سنجد أشخاصا عاديين حولنا فى البيت والمدرسة والعمل يتمتعون بالكاريزما.
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "الكاريزما"
الخميس، 04 ديسمبر 2014 06:01 ص
الخبيرة النفسية راندة حسين
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة