رمضان زكى معتوق يكتب: لا تجعلوا البراءة سببا فى إسقاط مصر

على أى حال حصل الرئيس الأسبق مبارك على حكم قضائى بالبراءة وللجميع حق التأييد أو الاعتراض لأنها قضية قومية تخص جميع الشعب المصرى، ولكن المغالاة فى الاعتراض يجعلنى أشم رائحة لمحاولة استغلال هذا الحكم لأهداف سياسية قد ينتج عنها سوء نية، فيجب أن يكون هذا الاعتراض بصورة قانونية كالطعن على الحكم وخاصة بعد أن أصدر المحامى العام قرارا بأنه يمكن الطعن على الحكم، فهناك من يتربصون بالوطن ويحاولون استغلال هذا الحكم فى اللعب على مشاعر الناقمين على النظام الأسبق لاستدراجهم للاعتراض كفكرة بسيطة ثم التجمعات ومن هنا يظهر لهم ثقب ولو بسيط ربما يستطيعوا المرور منه مرة أخرى لركوب الموجة الجديدة فيخرجون جم غضبهم وليس غضب الشعب فيا شباب مصر ورجالها الشرفاء كونوا واعين ولا تستجيبوا لمثل هذه النداءات التى لا جدوى منها ولا تسمن ولا تغنى من جوع سوى إشباع غرائزهم الملهوفة والتى تزال ظمآنة ويحذ عليها عدم استقرار البلاد فالنتيجة الحتمية هى الوقوع فى مؤامرة أخرى لإسقاط مصر، فنحن نشاهد من خرج من بياته الشتوى كى يطلب من رئيس الجمهورية التدخل فى أحكام القضاء، وهناك دعاوى صريحة للاعتراض والتظاهر، والمخجل حقا والمؤسف أن نجد بعضا ممن يعلنون التنازل عن الجنسية المصرية اعتراضا على الحكم فهذه هى المغالاة والمبالغة فى رد الفعل التى قد تأخذنا إلى الهاوية، وفى الحقيقة هى إثبات لنا بما لا يدع مجالا للشك انه ليس لديهم وعى قومى ولا حس وطنى بل غلب عليهم طابعهم وأظهروا ما يبطنون من مشاعر العمالة والتبعية الخارجية ومصر بريئة منهم جميعا فهم لا يستحقون هذا الشرف بأن يكونوا مصريين. فعليهم أن يلزموا جحورهم مرة أخرى واتركوا القافلة تسير، فمصر تراكم وأنتم تتوارون خلف ستار تراقبون الأحداث بحثا عن ثغرة النجاة فقد فاتت عليكم الفرصة للانزلاق إلى منحنى خطير نشاهده فى بعض الدول العربية وما آلت إليه الأحداث بها. فحتى لو كان حكم البراءة به شىء من القصور فلن يكون وسيلة تستطيعون العودة بها إلى الخلف والأفضل أن تبحثوا عن وسيلة للمشاركة الفعالة للاندماج فى المجتمع المصرى مرة أخرى ولبعض الإعلاميين الذين لا يهمهم سوى انتشار برامجهم والتربح من خلال زيادة نسبة المشاهده باختيار كل من هب ودب لإبراز أحداث ساخنة أقول استفيدوا من الأحداث السابقة ولا تجعلوا برامجكم نافذة لهؤلاء مرة أخرى.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.