محمد الدسوقى يكتب: أخطر إجابات الرئيس فى 6 ساعات من الأسئلة الشاقة والمزعجة.. سألناه عن الإعلاميين المطبلين والمهللين والمحسوبين عليه فرد: لى وجه واحد.. لا محسوب على حد ولا عندى ناس بتوعى (تحديث)

الخميس، 04 ديسمبر 2014 12:37 م
محمد الدسوقى يكتب: أخطر إجابات الرئيس فى 6 ساعات من الأسئلة الشاقة والمزعجة.. سألناه عن الإعلاميين المطبلين والمهللين والمحسوبين عليه فرد: لى وجه واحد.. لا محسوب على حد ولا عندى ناس بتوعى (تحديث) جانب من اللقاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد الدسوقى رشدى

سألناه عن ملف المعتقلين فرد: لا أرضى بوجود مظلوم واحد بالسجن وأدعوكم لوضع آلية وتشكيل لجنة للنظر فى كشوف المقبوض عليهم وتنقيتها

ستبدو المشاهد مرتبكة بعض الشىء.. لا تنزعج ، وبمناسبة الانزعاج اسمح لى أن أخبرك أن السادة المختلفين المتناحرين، المتنافرين المتضادين وحدهم (تحديث1)المنزعجون من لقاء الساعات الست الذى جمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ومجموعة من شباب الإعلاميين والكتاب الصحفيين.

انزعاج فلولى من بقايا نظام مبارك الذين صدمتهم حقيقة أن الرئيس يسمع ويؤمن ويثمن ويتبنى آراء تقول إن عهد مبارك حقبة من خراب، ووجب قطع رؤوس الماضى التى ترغب فى إطلالة جديدة عقب البراءة.

انزعاج إعلامى من فئة احترفت التطبيل والتهليل منهجا، وقدمت على مدى الشهور الماضية عروضا نفاقية راقصة لكى تحظى بلقاء الرئيس أو توهم الناس بأنها محسوبة على الرئيس، فإذا بالرئيس يجلس مع آخرين ويخبرهم أنه لا يحب المطبلين والمهللين.

انزعاج سياسى من بعض الرموز السياسية والثقافية والإعلامية التى تتغذى على شتيمة ثورة 25 يناير، وتتخذ من إلقاء قصائد الشباب العملاء الخونة والمؤامرة وسيلة لجلب الشهرة، ثم اكتشفوا فجأة أن الرئاسة تنهى لقاء مع عدد من الشباب بالإعلان عن مشروع قانون يجرم الإساءة لثورة 25 يناير.
ثم كان الانزعاج الموجع الذى أبداه بعض من النشطاء وشباب القوى السياسية، قسم منهم يرى أن كل جلوس مع السلطة خيانة، حتى ولو كان الجالس صحفيا مهمته أن يسأل ويحصل على إجابات، وجزء آخر فيما يبدو أحزنه استجابة الرئيس لدعوة تنقية جداول المعتقلين وأحوال السجون والرفض الفورى لمنع زميلة إعلامية من الظهور فى برنامجها بسبب رأيها فى نظام مبارك، وكأن تنقية جداول المعتقلين ورفض الرئاسة لمنع المذيعين من الظهور بسبب آرائهم السياسية لم تكن جزءا من مطالب الباحثين عن دولة الحرية.

وآخر المنزعجين، وللعجب بعض من رجال الدولة القديمة، ورجال إعلامها، هؤلاء الذين يريدون للعجلة أن تسير بنفس الطريقة التى كانت تسير بها قبل 25 يناير، هؤلاء الذين يريدون أن يظل الرئيس حكرا على صوت واحد، وروتين واحد، أزعجتهم الجلسة المطولة مع رئيس الجمهورية، وأزعجتهم طريقة الحوار المفتوحة بين الرئيس والشباب، وكأنهم يريدون للرئيس أن يظل مقدسا لا يخاطبه أحد إلا بكلمة محسوبة، وأزعجهم أكثر وأكثر استجابة الرئيس لبعض الملاحظات التى أبداها الشباب على طريقة أداء مؤسسات الدولة، وعلى تصرفات المسؤولين والأجهزة التى تناقض كل كلام عن الحرية والديمقراطية.

كما قلت لك سلفا ستبدو المشاهد مرتبكة، فلا تتعجل فى البحث عن تفاصيل اللقاء قبل أن تتخيل الآتى من مشاهد:

مشهد 1:
أصوات متداخلة من سياسيين وإعلاميين وشباب، يسألون وبطرق مختلفة، لماذا لا يجلس الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الشباب؟ لماذا يجلس مع بقايا إعلام مبارك، وبعض الوجوه الإعلامية غير المهنية التى اعتادت التطبيل والتهليل وتخوين المعارضة؟

مشهد 2:
مؤسسة الرئاسة تغير مسار دعواتها الخاصة بلقاء الرئيس مع الإعلاميين، وتختار مجموعة من الشباب، يربطها خيط واحد، لا أحد فيهم ينتمى إلى قوائم أهل الهستريا من الطرفين، لا أحد فيهم يعتمد التخوين أو التطرف أو الشرشحة مبدأ فى عمله.

مشهد 3:
بعض من النشطاء وأهل الصحافة والإعلام والسياسة يسألون وهل ستترك الرئاسة الشباب يتحدثون بحرية ودون قيود ودون ترتيبات مسبقة، وهل سيجرؤ الشباب أصلا على مواجهة الرئيس بالأخطاء والانتقادات التى تتداولها المعارضة ويرددها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى؟!

مشهد 4:
يجتمع الرئيس مع الشباب كما كان الكل ينصحه طوال الشهور الماضية، يتحدث الشباب بحرية ويرفعون خلال اللقاء الذى استمر 6 ساعات سقف انتقاداتهم، حتى أن بعض الحاضرين وعلى رأسهم كاتب هذه السطور، والكاتب الدكتور محمد فتحى والكاتب الإعلامى أحمد فايق، والكاتب علاء الغطريفى، والمذيعتان سارة عبدالبارى وسالى سعيد والدكتورة رشا علام والمذيعان المحترمان عمرو خليل ورامى رضوان، انطلقوا يوجهون للرئيس السيسى عددا من الانتقادات والملاحظات، لو أن أحدهم قالها فى برنامجه أو كتبها فى مقاله لتعرض لاتهامات بالخيانة والعمالة وكونه إخوانيا وطابورا خامسا.. ولكن الرئيس لم يفعل، تلقى الانتقادات ووافق الشباب على مخاوفهم على الحريات ومستقبل الإعلام، وأصدر مشروع قانون لتجريم إهانة الثورة، وقرارا بإعادة مذيعة موقوفة بسبب رأيها، وتشكيل لجنة لمراجعة جداول المعتقلين.. وغيرها من المكاسب.

مشهد 5:
خرج الشباب من الاجتماع، وهم مؤهلون للاحتفال ببعض هذه الانتصارات الصغيرة، ولكن الاحتفال لم يحدث، بل خرجت نفس الأصوات التى كانت تنصح الرئيس بلقاء الشباب، لتقول: «يعنى إيه الرئيس يقابل شوية عيال ويستجيب لمطالبهم كده»، وخرجت الأصوات التى كانت تشكو من إهانة ثورة يناير وتعرضها للشتيمة لتقول: «يعنى إيه يصدروا قانون لتجريم إهانة الثورة»، الفلول اعتبروها خيانة، والنشطاء شعروا بأن أحدا غيرهم هو الذى جاء بذلك النصر الصغير، ثم خرج الناس الذين كانوا يعتبرون أن حديث أى صحفى أو مذيع عن ملف المعتقلين بطولة وشرف، ليقولوا: «يعنى إيه الشباب كلموا الرئيس فى ملف المعتقلين وقالهم اعملوا لجنة لتنقية الجداول، أكيد بيضحك عليهم بكلمتين»، وفى نهاية هذه المشاهد العبثية انطلق البعض ممن كانوا يتمنون أن يظهر إعلاميون ليقولوا للرئيس كلمة الحق وينتقدونه فى وجوده بدلا من نفاقه، لينشروا بين الناس أن ما حدث لم يكن سوى تمثيلية، لينزل بعد ذلك تتر النهاية وتجلس أنت كمشاهد تضرب كفا بكف وتسأل، هو فيه إيه؟

وللإجابة على سؤالك: «هو فى إيه»؟!، تابع ما حدث فى اللقاء الذى استمر 6 ساعات تخللها 10 دقائق راحة، ولكن باقى دقائقها لم تعرف طعم الراحة بسبب سخونة أجواء الحوار بين الرئيس وشباب الإعلاميين.

بدأ الرئيس اللقاء بشرح مبسط لرؤيته والمشاريع التى تستهدف الدولة الانتهاء منها فى المرحلة القادمة، مع مزيد من الشرح والإشارة إلى وضع مصر الإقليمى والخطر الكامن فى المنطقة، ولكنه سرعان ما أدرك أن الوجوه الحاضرة تريد أن تذهب بالحوار إلى منطقة أخرى.. منطقة الحوار المتبادل والمشترك، فأزاح بعضا من الأوراق إلى يمينه، وطلب من الجميع أن يكون الحوار مفتوحا.. اسألوا ما بدا لكم؟!

لم ينه كلمته حتى تسارعت الأسئلة، وجاء أغلبها متحدثا عن المنافقين فى الإعلام والمحسوبين على الرئيس، وكيف تسمح الرئاسة بظهور بعض هؤلاء الشتامين والمضللين ومشوهى الوعى العام فى أحداثها وقصرها بشكل يوحى للناس بأنهم رجال الرئيس؟ ولماذا يتخذ الرئيس موقفا ضد الذين يشوهون ويسيئون لثورة 25 يناير ويتهمون الشباب بالخيانة والعمالة؟ ولماذا يسمح لنظام مبارك بالعودة؟ وما موقفه من براءة مبارك؟ وما موقفه من الألتراس والتعامل العنيف معهم ومع المظاهرات، وكيف يترك ملف المعتقلين هكذا بدون دراسة ولا تنقية؟ وكيف يصمت على منع زميلة إعلامية من عملها لمجرد أنها قالت رأيا ضد نظام مبارك؟ ولماذا لا يتخذ قرارات سريعة ضد المسؤولين المخطئين؟ ولماذا لم يتحرك بخطوات ثابتة لمواجهة الفساد؟ وهل يخشى أن يخرج المصريون عليه فى ثورة جديدة؟ وغيرها وغيرها من الأسئلة التى يرى بعض الإعلاميين أن من يرددها طابور خامس وخائن، ولكن الرئيس سمعها وأجاب.

قال إنه ضد نظام مبارك وإنه لم يفرح بأحكام البراءة، وقال نصا إن أى شخص منصف ويحب مصر لن يرضى أبدا عن نظام مبارك وما فعله بالوطن، أى إنسان يمسك بين يديه ميزان عدل لن يكون راضيا عن أداء نظام مبارك، وكان أولى بمبارك أن يرحل عن مصر من سنوات طويلة قبل أن يتفشى الخراب والفساد فى البلد، نظام مبارك فى نظر السيسى نظام لا يرضى عنه ربنا ولا الناس، هكذا قال، ثم ثمن وعظم وفخم من دور ثورة 25 يناير، وقال نصا إن الثورة كان يجب أن تشتعل قبل موعدها بـ15 سنة، وإن ثورة 25 يناير انتشلت مصر قبل أن تغرق، وحينما سألناه عن الذين يشتمون الثورة، أعلن لنا عن مشروع قانون يجرم الإساءة لها.

قال الرئيس أيضا إنه عقب أحكام البراءة اجتمع مع المستشارين وسألهم، ما الذى يمكن أن تفعله مؤسسة الرئاسة فى هذا الشأن، ولكنهم أجابوه أن الدستور لا يسمح بأى تدخل، ودار حوار حول العوار القانونى الذى تحدث عنه قاضى محكمة القرن، وقال الرئيس إنهم بدأوا إجراء تعديلات فى القانون بحيث لا تسمح لفساد بالمرور بسبب الزمن، وقال إنه لا يريد أن يتخذ أى إجراءات استثنائية حتى لو كانت هذه الإجراءات ستحقق له المزيد من الشعبية فى الشارع، هو مستعد لأن يفقد بعضا منها فى مقابل تأسيس دولة القانون.

وفى نفس السياق رد على مطالب ضرورة التعامل مع حالة الانفلات الإعلامى بأن الأمر بيد الإعلاميين أنفسهم عليهم تنظيم أنفسهم وقوانينهم، لأنه لا يريد للرئاسة أن تتدخل فى الإعلام، ثم قال: «عيشوا التجربة، ودعوا الناس تكون الحكم وستخلص التجربة إلى فرز الإعلام القبيح وتنحيته جانبا.
ثم كرر فى حواره أكثر من مرة جملة واحدة: «أنا لى وجه واحد فقط، لا محسوب على حد، ولا عندى ناس بتوعى، ولا عاوز يبقى عندى ناس بتوعى، وحاسبونى على الكلام ده زى ما بتعلموا دلوقت وبتنتقدوا وأنا برد».

وفى رد على سؤال حول تململ بعض الناس وعدم شعورهم بأن شيئا لم يتغير فى الفترة الماضية، قال: «فى معدلات عمل غير مسبوقة فى مشروعات كثيرة مختلفة، والفترة القادمة لن تشهد فقط الانتهاء من مشروع قناة السويس بل ستشهد حزمة من الإجراءات والمشروعات الكبرى والقوية، ولكنه فى نفس الوقت أعلن تقديره لرغبة الشارع فى الحصول على إنجازات سريعة، وأنه يعلم جيدا أن الشعب المصرى الآن ليس هو ذات الشعب الذى كان قبل 25 يناير، وقام بثورة فى 30 يونيو، وأنه كرئيس يعلم جيدا أن «اللى مش هيمشى كويس الشعب هيمشيه»، ورفض الرئيس كلمات البعض التى ترددت فى الفترة الأخيرة على أن الجيش مع السيسى ورد عن ذلك قائلا: «الجيش مع الشعب مش مع عبدالفتاح»، ولو خرج الناس ضد الرئيس، أى رئيس، فسينحاز الجيش لرغبة الشعب، ثم كرر الرئيس كلمته وقال إن المصريين خرجوا فى ثورة أولى ضد مبارك وثورة ثانية ضد مرسى، وعندهم استعداد أن يخرجوا فى ثورة ثالثة إن شعروا أن السلطة لا تحقق أحلامهم أو غير مخلصة.

وفى الحديث عن ملف المعتقلين قال الرئيس إنه تم تشكيل 3 لجان أولها كانت من المجلس القومى لحقوق الإنسان، ولكن يبدو أنها هى واللجان التى تبعتها لم تحقق المأمول، ودعا جموع الحاضرين من الشباب إلى وضع آلية وتشكيل لجنة جديدة لفحص هذه الجداول لأنه لا يوافق على وجود مظلوم فى السجن.

وأفاض الرئيس فى الحديث عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى، وعن الإجراءات التى يتخذها وفق خطط واضحة لإصلاح أحوال بعض المؤسسات الذى قال إنه كلما مد يده فى داخلها وجد «ثعابين»، ولكنه فى نفس الوقت أبدى حرصا على الهدوء فى التعامل مع تلك المؤسسات والملفات حفاظا على تماسك الدولة، مؤكدا أنه لا يخشى إلا من خطر واحد هو خطر تقسيم المصريين.

الكثير من التفاصيل الأخرى ذكرها الرئيس، وتحديدا فى ملفات الحريات والإعلام والفساد، كثير من وجهات نظره والحلول التى طرحها تتوافق مع ما يطرحه أو يأمله الشباب، ولكن تبدو الفجوة واسعة فيما يخص طريقة التطبيق، والزمن، وجهة نظر الرئاسة بما لديها من صورة كاملة ترى أن السير الهادئ فى التعامل مع هذه الملفات، هو الحل الأمثل بسبب الأجواء المضطربة وتربص الإخوان، بينما وجهة نظر الشباب ترى أن الإصلاح الفورى والسريع والتدخل الحاسم هو الحل، وحتى هذه لم يعترض عليها الرئيس، ولكنه ألقاها كالقنبلة فى نهاية اللقاء، أنه مع أن يخوض الكل تجربته للنهاية، ولكنه سيصبح جاهزا للتدخل إذا فشلوا، وهو السيناريو الذى بدا معه أننى أمام رجل كاظم غيظه تجاه بعض الجهات والأسماء، ولكنه يميل دائما إلى لعبة «المهلة» كما فعلها مع الإخوان، ثم فعلها مع الجميعة التأسيسية.

تريد أنت خلاصة اللقاء وتسأل: هل تصدق عبدالفتاح السيسى فيما قاله؟
ودعنى أخبرك أن سؤالك صعب، لأنك تدفعنى بمثل هذه الأسئلة إلى التفتيش فى نوايا الرجل، بينما لا أملك أنا كصحفى سأل وحصل على أجوبة سوى أن يعتبر هذه الإجابات بمثابة الوعود، التى يجب مراقبتها بحرص، حتى يكون جاهزا لكشف الحقيقة إن خالفها صاحبها، أو فعل عكسها، وإنا لمنتظرون ومراقبون، هذا هو دورنا، وهذا ما تفرضه علينا ضمائرنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة