والغريب فى الأمر أن المسئولين بالمحافظة يعلمون الغرف، التى يقطنون بها من خلال إصدار قرار إزالة منذ عام 2010 إلا أنهم لا ينظرون إليهم بحجة عدم وجود إمكانيات مادية لبناء شقق لهم.
"اليوم السابع" فتح ملف سكان العشوائيات وتحدث مع السكان وعن آلامهم اليومية وحياتهم، التى تحمل بين طياتها البؤس والشقاء ومنهم من تمنى الموت للخلاص من هذه الحياة، قالت هدى رجب على 42 سنة، وتعمل عاملة بجامعة سوهاج، "إن لديها 8 أبناء وتتقاضى 600 جنيه راتبا شهريا وزوجها يعانى من أمراض الكلى بسبب المنطقة وتراكم أكوام القمامة، بالإضافة إلى أن المبنى صادر له قرار إزالة، ولكن لم ينفذ لعدم وجود بديل.
وأضافت هدى قائلة "إنهم يموتون بالبطىء يوميا، وخاصة أن غرفهم تمتلئ بمياه الصرف الصحى، والذى يتساقط عليهم من المواسير مما أدى إلى مرض زوجها ونجلها، مشيرة إلى أنهم كأهالى قدموا العديد من الشكاوى لرئيس الحى والمحافظ السابق، وذهبوا إلى مبنى المحافظة أكثر من مرة، ولكن لم يقابلهم أحدا بل، وقاموا بطردهم فى عهد المحافظ السابق، وتطالب المسئولين بالنظر إليهم خاصة، وأنهم لا يملكون إمكانيات مادية لاستئجار شقق أخرى.
أما صبرية علام 55 سنة من سكان المنطقة فقالت "إنها عاشت طوال حياتها فى هذه المنطقة، حتى وصل حالها إلى بتر أرجلها، بعدما أصيبت بغرغرينا وتعيش الآن على كرسى متحرك، وذلك من الأمراض بالمنطقة، وهى تعيش بمفردها فقط بعد وفاة زوجها وتتقاضى معاشا 300 جنيه، وتعيش حياة غير كريمة وسط أكوام القمامة ومياه الصرف الصحى بالإضافة إلى تعرض حياتها للخطر فى أى وقت، نظرا لقدم المبنى ومن المنتظر سقوطه فى أى لحظة بسبب شروخ فى الجدران.
وتطالب صبرية اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج بتوفير شقة صغيرة لها، وخاصة أن المحافظ السابق وعدهم بتوفير شقق فى العمارات بذات المنطقة، والتى يتم بناؤها عن طريق الإسكان إلا أنها فوجئت وباقى سكان المنطقة أن الشقق تم بيعها للأهالى.
فيما قال أحمد محمد، عامل أنه يعمل باليومية ويسكن فى غرفة بالدور الأرضى بالمنطقة ومن فترة قريبة انهالت عليه كمية من الأتربة من السقف المشروخ، بالإضافة إلى غرق الغرفة بمياه الصرف الصحى فقرر الذهاب لشقيقه للمبيت هناك حتى يتم حل هذه المشكلة وخاصة وأنه متزوج ومعه طفل.
وأضاف أحمد قائلا حاولنا مرارا وتكرارا الذهاب للمحافظة أيام المحافظ السابق، والذى حضر للمنطقة وشاهد على الطبيعة قسوة معيشتنا، لكنه لم يفعل شيئا فقمنا وقتها بالاعتصام أمام مبنى المحافظة، ولكن لم يتحرك أى مسئول حتى الآن.
وأضافت تركية رجب 40 سنة ربة منزل ولديها 6 أولاد أن "الدود" يعيش معهم داخل الغرف، وذلك بسبب تراكم القمامة ووصل حالنا إلى عدم وجود مياه أو كهرباء فنقوم بملئ جراكن المياه من السكان المجاورين ولا يوجد دورات مياه فى بعض الغرف، نظرا لانهيارها مضيفة أنها قامت بالذهاب إلى وكيل وزارة الإسكان بسوهاج، ولم تفعل شيئا بالرغم من معرفتها بكل شىء وسنقوم بشكواها رسميا، خاصة بعدما تطاولت علينا أثناء حديثنا معها ووصفتنا "بالبلطجية" لأننا نبحث عن حقوقنا الضائعة.
وأوضح حمدى أحمد عامل بمديرية الشباب والرياضة أن السكان يعانون يوميا من قسوة المعيشة والحياة غير الآدمية، مطالبا المحافظ ورئيس الحى بالنظر إليهم بعين الرحمة وإلى حياتهم فيكفى أنهم يعيشون وسط الحيوانات بالمنطقة، وتحوطهم مياه الصرف الصحى المختلطة بالمياه النظيفة وأكوام القمامة مما أدى إلى تفشى الأمراض بينهم، حيث إن شقيقه يعانى من مرض تليف فى الكبد، وأيضا إصابة فتاة بجرح فى رأسها من سقوط بعض الحجارة الصغيرة عليها من سقف غرفتها بسبب ذلك، مشيرا إلى أنهم يموتون بالبطيئ يوميا وقال "الموت أريح لنا".
ومن جانبه قال اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج "أن مساكن الإيواء والعشوائيات قد صدر لها قرار إزالة منذ عام 2010 قبل حضورى إلى المحافظة، وعندما حضر سكانها لتقديم الشكاوى قلت لهم اتركوا المكان، ونحن نقوم ببناء 7 عمارات جديدة لكم فى قرية المحامدة البحرية فرفضوا، وقالوا لن نترك المكان إلا والشقق أمام أعيننا ولن نسكن بعيدا عن مدينة سوهاج".
وأضاف المحافظ أن السكان رفضوا إخلاء المبانى معترضين على بناء شقق لهم فى المحامدة البحرية، مشيرا إلى أن العمارات ستنتهى خلال أشهر قليلة، قائلا: ونحن مسئولون عن إقامتهم لكنهم يرفضون ذلك".
إحدى الغرف من الداخل
بعض سكان العشوائيات
أحد الأسقف داخل غرفة
أكوام القمامة حول المنازل
إحدى السيدات ومياه الصرف داخل حجرتها
فتاة أصيبت بعد سقوط الحجارة عليها من غرفتها
مياه الصرف والحيوانات بالمنطقة
جانب من المنازل المنهارة من الخارج
أكوام القمامة أمام إحدى الغرف
شاب مريض فى غرفته بعد إصابته بالأمراض
رئيس "مياه سوهاج" يبحث توصيل الصرف الصحى لقرية نيدة بأخميم
