أكرم القصاص

«الأحزاب الأميبا».. وحيدة الخلية

السبت، 06 ديسمبر 2014 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى علم البيولوجيا تعرف الأميبا بأنها كائن أولى وحيد الخلية، يتكاثر بالانقسام، حيث تصبح الخلية خلايا، وتظل وحيدة الخلية. هذه الكائنات «الأميبية» هى أكثر ما يمكن به وصف وتفسير الحالة الحزبية والسياسية والثورية لدينا طوال السنوات الأخيرة. خاصة بعد ثورة يناير.

وخلال شهور ما بعد الثورة ومع فتح باب تشكيل الأحزاب بالإخطار، ظهرت عشرات الأحزاب، التى تتشابه مع بعضها وفى برامجها وشعاراتها. أكثر من حزب من كل نوع وكل اتجاه، اشتراكى وليبرالى، يمينى أو يسارى، ناهيك عن الأحزاب الدينية، إخوان وسلفية جبهوية، وسلفية دعوية، وسلفية اجتماعية وجماعات إسلامية عادية وجماعات بشرطة، وحركات وائتلافات وتجمعات «متفرقات»، ولم يكن هناك فروق واضحة بين حزب وآخر.

قبل الثورة كانت هناك أحزاب قديمة مثل الوفد والتجمع والناصرى، والعمل، والأحرار، ومعها الحزب الوطنى «المحلول»، وحولها أحزاب أنابيب غير معروفة، وكانت الشكوى من لجنة الأحزاب، أنها توافق على أحزاب تافهة، وترفض أحزابا جادة ومهمة، مثل الوسط والكرامة، وبعد الثورة اختفت لجنة الأحزاب، وبدت الأحزاب القديمة ضعيفة وباهتة، وعاجزة.

ظهرت هذه الأحزاب وغيرها، اشتهر منها المصريين الأحرار، أو الدستور والوسط، والكرامة، لكنها لم تشكل إضافة كبيرة، ظلت أغلبها حبيسة مقراتها، وأنشطتها لا تتجاوز مؤتمرات وبيانات، فى القاهرة فقط، لم يظهر حزب يمكنه خوض الانتخابات، أو مخاطبة الجمهور، أو طرح برنامج يمكن تمييزه بين عشرات البرامج، وبالرغم من عدم وجود حزب حاكم، فإنها لاتزال تحترف الشكوى والأنين.

لدينا حزب اشتراكى عادى، واشتراكى ديموقراطى، واشتراكى ليبرالى وليبرالى فقط، وليبرالى اجتماعى، ناهيك عن الحركات اليسارية، والاشتراكيون الثوريون، والاشتراكيون الاجتماعيون والاقتصاديون. وكان عندنا ائتلاف شباب الثورة، وائتلاف الشباب الثورى، ومجلس إدارة الثورة، واتحاد ملاك الثورة، وهى مجرد حركات وحيدة الخلية، لا تقدم ولا تؤخر، تشبه بعضها، وتنقسم وتتكاثر فيما بينها، على طريقة الأميبا. وحتى قبل أن يعرف الناس ائتلافا أو التفافا يجدون الائتلاف وقد انقسم وتشظى. من دون فروق، وغالبا يكون التنافس على مصالح أو سلطات.

وكان يمكن تفهم هذا التعدد فى إطار التعدد والاختلافات، الذى يفترض أن يتبعه اندماجات أو تحالفات تسفر عن أحزاب أساسية وأخرى فرعية لكن استمرت ظاهرة الأحزاب والحركات وحيدة الخلية التى تنقسم وتتكاثر ولا يعرف عنها المواطن شيئا، بل إن هذه الأحزاب لا تفعل غير إبداء الخوف من عودة الحزب الوطنى أو الإخوان، لدينا ما يقارب الـ100 حزب نراهن على أن المواطن الناشط سياسيا يعجز عن ذكر أسماء عشرة منها. لأنها جميعا وحيدة الخلية قابلة للانقسام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة