إذا كان الأذى يأتينا من قطر وتركيا، فأين نحن مما يحدث فى سوريا التى يأتيها نفس الأذى وأشد من نفس الدولتين؟ يمكننا أن نستريح لمقولة إن بشار الأسد ديكتاتور ومستبد كتبرير نترك به سوريا بأرضها وشعبها تحت رحمة الإرهابيين، هو نفس التبرير الذى ساد للعدوان الأمريكى على العراق، وقيل عن صدام حسين، لينتهى الأمر إلى عراق محتل، ودولة طائفية مهلهلة، وأرض مأوى للإرهابيين، هو نفس التبرير لعدوان الحلف الأطلنطى على ليبيا، وقيل عن معمر القذافى، وانتهى الأمر إلى ليبيا التى نراها حاليا، أرض موزعة بين التكفيريين، وملعب يمارس الإرهابيون عليه هوايتهم فى القتل والدمار وتصدير الإرهاب إلينا فى مصر.
ليس معنى ذلك أننا كنا فى صحبة حكام ديمقراطيين، لكنهم فى حقيقة الأمر لم يكونوا مختلفين فى استبدادهم عن الآخرين، الذين اصطفوا فى الطابور الأمريكى من أجل تنفيذ غايات وأهداف الإدارة الأمريكية وإسرائيل والغرب فى المنطقة بإسقاط هؤلاء، أضاع الخارج فرصة التغيير بإرادة الداخل، أو بالأدق أراد أن يقفل على إرادة الشعوب بالضبة والمفتاح حتى لا تتحول هذه الإرادة إلى مارد ضده مستقبلا، فكانت النتيجة هى ما نراه الآن من بؤس وشقاء وداعش التى أضيفت إلى الأجندة كفزاعة حتى يعض حكام المنطقة أصابهم قلقا وخوفا، فيرتمون أكثر فى الحضن الأمريكى والإسرائيلى، وهكذا تسير اللعبة، على نفس المنوال التى كانت تسير به أيام حكم مبارك الذين كانوا معه من حكام العرب.
لماذا لا نكسر هذا الطوق؟ أطرح هذا السؤال وأمامى الحوار الذى أدلى به الرئيس السورى بشار الأسد إلى مجلة «بارى ماتش» الفرنسية يوم الأربعاء الماضى.
بشار ديكتاتور ونظامه مستبد، إذا كان هذا يريح، فليكن، لكن ولأن سوريا أهم من كل هذا، يبقى السؤال، إذا كان الجيش السورى يحارب نفس حربنا مع الإرهاب، فماذا يكون قرارنا؟ إذا كان نفس الإرهابيين الذين يريدون تقطيع مصر والعراق والسعودية والأردن والجزائر والمغرب وتونس واليمن، وكل دول الخليج، وتسليم فلسطين نهائيا إلى إسرائيل، هم نفس الإرهابيين الذين يقطعون أرض سوريا الآن ويحاربهم الجيش السورى، فماذا يكون موقفنا نحو هذه الحرب؟
فى إجابات الرئيس السورى بشار الأسد على أسئلة «بارى ماتش» تقرأ هذه الحقائق:
«لو لم تدفع قطر الأموال لهؤلاء الإرهابيين فى البداية، ولو لم تدعمهم تركيا لوجستيا، ولو لم يدعمهم الغرب سياسيا، كانت الأمور ستختلف».
«عندما يهاجمك إرهابى بالسلاح، كيف تدافع عن نفسك وعن الشعب بالحوار؟ الجيش يستخدم السلاح عندما يكون هناك استخدام للسلاح من قبل الطرف الآخر».
«نحن الآن نحارب دولا، لا نحارب فقط عصابات، مليارات الدولارات تصرف على هؤلاء، ويأتيهم السلاح من دول مختلفة بما فيها تركيا، داعش تأسست فى العراق 2006، أبو بكر البغدادى كان فى سجون أمريكا ولم يكن فى سجون سورية، فمن أسس داعش سوريا أم أمريكا»؟
«منذ متى والأمريكان يقولون شيئا صحيحا حول الأزمة السورية»؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة