عندما كانت هناك خطوة استباقية من الدولة جاءت النتيجة رائعة، عندما امتلكت الدولة لياقة اليقظة وبادرت بالفعل، وتخلت عن سياسة رد الفعل واستعدت بجدية ليوم 28 نوفمبر فالنجاح كان النتيجة والحصاد.
عندما تستعد الدولة «بالفعل» وتتخلى عن موقع «رد الفعل» فهى على الطريق الصحيح، فمن مصائب مصر الحياة برد الفعل كدولة وكمجتمع ومواطنين.
فالواقع والوقائع تؤكد أننا أبعد ما نكون عن امتلاك رؤية واضحة للتعامل مع المشكلات القديمة والحالية والطارئ منها.. إنما نحن نعيش فى حالة انتظار ولما سوف يحدث وكأننا رد فعل بلا قرار أو دور ولا نملك إلا دعاء الله، أما الفعل فليس لنا فيه أى جانب، أما الحياة برد الفعل فهى الفشل الكبير.
وعندما تغيب الرؤية الاستراتيجية فهذا إقرار بغياب المستقبل والغرق فيما يأتينا من مصائب ومشكلات، فعندما تشتد الحوادث نقوم بتشديد التشريعات والانتباه لمنحنيات خطرة على الطرق ونبدأ فى الترميم وليس فى العلاج، الترميم ليس حلا.
أزمات مصر تأتى من غياب خطة حقيقة لإدارة الأزمات والاستعداد بحلول وخطط مختلفة وإبداعية للمشكلات.
غياب التصور للمستقبل لم يطرح أسئلة مهمة من نوعية ما شكل الاقتصاد فى مصر بعد القضاء على الإرهاب؟ وما المشاريع التى يجب أن تعمل عليها مصر تجعل منها دولة صناعية أو زراعية، المهم أن تكون دولة منتجة والمواطن منتجا؟
هل لدينا استعداد ورؤى استراتيجية عن السياسات الاجتماعية المفترض إقرارها فى السنوات المقبلة والتى يجب أن تقلل الفجوة بين الأقلية التى تملك والأغلبية الساحقة المعدمة التى تعيش على سلم الفقر.. ما هى خطة الدولة للتعليم والصحة والتنمية؟
ما هى خطتها لأزمات المرور والحد من حوادث الطرق ونزيف الأسفلت؟
مصر فى حاجة إلى حكومة لديها رؤية استراتيجية على المديين البعيد والمتوسط، فغياب الرؤية تهديد حقيقى لمستقبل مصر، فالدولة التى تمتلك رؤية واضحة لديها هدف تسعى إليه وخارطة طريق واضحة المعالم، فمن يمتلك الفعل يكون أو لا يكون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة