مصطلح «الرعاش» والمؤنث منه «الرعاشة»، له معانٍ عديدة، حسب موقعه فى المجالات المختلفة، ففى علم الحشرات «الرعاشة» نوع يتبع الفصيلة الرعاشية من رتبة «اليعسوبيات».
فى مجال الطب فإن الرعاش «مرض» اهتزاز الإنسان وعدم القدرة على التحكم فى الأشياء، وهو مرض لا شفاء منه، وله أنواع عديدة منها رعاش الشّيخوخة، رعاشُ الظلام، رعاش الفعل، رعاش الحركة، ورعاش اللّسان، ومن أشهر الشخصيات التى أصيبت بمرض الرعاش الحركى نجم الملاكمة العالمى «محمد على كلاى».
وفى علم النفس، فإن الرعشة، تنتاب الكثير من البشر عند الخوف من الأشياء، وقد يتحول إلى مرض نفسى عضال، تدفع بهؤلاء المرضى إلى خانة الاستهجان ووضعهم تحت عنوان «الجبن».
وفى مجال فن الرقص الشرقى، فإن الرعاشة، «اهتزاز وسط الراقصة» بما يفوق اهتزازات الزلازل بمقياس ريختر الشهير.
وفى علم السياسة، فإن «الرعاش» يطلق على السلطة الحاكمة، غير القادرة على اتخاذ القرارات المهمة والصعبة، والتى لا تستطيع مواجهة جماعات خارجة على القانون، والخوف والرعب من معارضيها مهما كانت قلة عددهم، وضعف تأثيرهم ونفوذهم، مثل الحالة المصرية منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وحتى الآن.
السلطة «الرعاشة» أو «المرتعشة»، لا تستطيع أن تنهض ببلادها، فمن أبرز سمات القائد الناجح، أن يكون سخى العطاء، وحاسم القرارات، ولديه القدرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق والتمتع بخيال خصب، وللأسف الشديد، السلطة الحالية، أظهرت قدرا لا بأس به من «الارتعاش».
أمس السبت، تجلى ارتعاش الدولة بقوة 9 ريختر، فى عدم القدرة على مواجهة «الألتراس الأهلاوى» الذى اقتحم استاد القاهرة بـ«لورى»، وانتفضت الداخلية، وتوقعنا أن تكشر الدولة عن أنيابها، وأن الفرصة قد جاءتها على طبق من فضة، وتلقى القبض على المقتحمين، وتوجيه الاتهام لهم، باقتحام منشأة عامة بالقوة، يشبه سيناريو اقتحام السجون، ولكننا فوجئنا بالأمن يستجدى الألتراس ويطالبهم بالانصراف مع الوعد بالسماح لهم بالدخول عبر الأبواب الرسمية.
هكذا وقفت الدولة مرتعشة إلى حد المرض والإصابة بالشلل «الرعاش» ولم تستطع تنفيذ القانون، وكأن القوانين لا تنفذ إلا على ناس بعينها، فى حين تقف عاجزة ضد أصحاب الحناجر العالية، من عينة الألتراس والنشطاء.
إذن الدولة تطلق العنان للغالبية من الشعب المصرى الحقيقى، أن يتحولوا إلى نشطاء، وينضموا للحركات والائتلافات الاحتجاجية، وروابط الألتراس من أصحاب الأصوات العالية، ويعملوا بالقاعدة الشهيرة، «من أمن العقاب.. أساء الأدب».
ولك الله يا مصر...!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة