محمد صبرى درويش يكتب: أخيرًا نجحت منظومة الخبز شكرًا وزارة التموين

لأول مرة فى مصر منذ عقود طويلة عان فيه شعب مصر من منظومات فاشلة فى طرق توزيع الخبز، وقد صُدر للعالم من خلال الإعلام وقتها صور غير آدمية، كنا نتوارى خجلًا من حال المواطن الذى لا تنظر له الحكومة نظرة تُثبت أن يقينًا تعمل من أجله.
واليوم وأخيرًا وبعد طول غياب، نجحت الحكومة فى تدشين منظومة خبز جيدة، عاد للمواطن المصرى من خلالها حقه الضائع، بل وشعر أن مصر أخيرًا أصبحت تحتويه، ومن البديهى كما أننا نذكر إخفاقات الحكومة نذكر أيضًا إنجازاتها، ونذكر الإخفاق ليس نكايةً فى أحد أو نيلًا من أحد، بل نُذكر المسئول حتى يشعر بما يُعانيه المواطن، فأحيانًا طبيعة العمل السيادى تجعل المسئول فى معزل عن المواطن بعض الشىء، ولا هدف لنا سوى تقدم هذا الوطن ورفعته ولا شىء سوى ذلك.

وأخيرا ها هى منظومة الخبز تنجح، ويستطيع المواطن أن يحصل على حصته من أى مخبز شاء، بل ويستطيع أن يُفاضل بين المخابز حتى يحصل هو على الخدمة الأفضل، بل بات أصحاب المخابز اليوم يتنافسون على كيفية استقطاب المواطن حتى يحقق هو الربح الأكثر.

وكطبيعة الشعب المصرى العظيم حينما يجد عملًا جيدًا مفيدًا لهذا الوطن فهو يساعد فى إنجاحه ودعمه بكل الطرق، وبالفعل وجدتُ قرى كثيرة قامت بعمل رائع وطُبق هذا العمل وكُللَ بالنجاح وهو:
يُفترض مثلًا بأن المخبز الكائن بالمنطقة (س) يأتى له خمسمائة مواطن ليحصلوا على حصتهم ويقفوا فى طوابير طويلة، وجدتُ أن هؤلاء المواطنين قاموا بتجميع الـ 500 بطاقة وتسليمها إلى خمسة أشخاص، وكل شخص مختص بتَسلمِ حصة مائة مواطن وعليه توصيلها حتى باب منازل المواطنين كل صباح باكر مع أخذ مبلغ رمزى بحيث لو كانت بطاقةً ما حصتها هى ثلاثون جنيهًا من الخبز شهريًا، فيقوم المواطن بدفع خمسة جنيهات إضافية على الحصة ويصل الخبز له كل صباح، والأروع هنا بدلًا من أن يقف خمسمائة شخص يوميًا أمام الفرن فى مظهر غير حضارى، أصبح يقف الآن خمسة أشخاص فقط، والمواطن هو المستفيد الأعظم فقط وفرَ ساعات وأصبح يستلم الخبز من أمام باب بيته.

وأقول لوزارة التموين شكرًا لكم، ولا أريد أن تكون هذه المنظومة هى نهاية المطاف، بل نريد مزيدًا من التطوير والابتكار حتى يستطيع المواطن المصرى الحصول على الخدمة بأقل مجهودٍ ممكن، وهذا حقه، فلا تركنوا على نجاح منظومة، بل نريد الدءب على العمل رفعةً وتطورًا وتقدمًا لهذا الوطن، الذى يستحق منا الكثير.