قمة التطرف أن تتهم من لبوا دعوة الرئيس بخيانة مبادئهم أو بيع الثورة إلى آخر الأكلشيهات المعروفة.
مهما اتفقت أو اختلفت مع رئيس الجمهورية يظل رئيس الجمهورية بيده أمر البلاد، ماذا لو طلب أن يسمعك؟؟
وأنت تشكو دائماً إنه لا يسمع أحدًا من جيلك
ها هو الرجل قد طلب أن يسمعك فلبى من لبى.. مفترضًا حسن نيته ومنتظرًا أن يغير لقاؤه بالرئيس فى الأمر شيئًا.
فإن غيّر فقد ربح وربحنا وإن لم يغير.. يعود كل إعلامى منهم لموقعه فى المعارضة
هل علينا أن نرفض دعوات الرئيس للتقارب ونشكك فى نيته؟ هل نرفض فنسلم آذانه وعيونه لكل من نكره بعد أن نرتدى ثوب البطولة الوهمية؟!
أنت تكره أحمد موسى وأنا أيضاً، فلماذا تجبر الرئيس على الاستماع له ولمن هم مثله بعد أن تمنع من هم فى صفك من لقائه بعد أن تتهمهم ببيع الثورة لأنهم رأوا ما لم تراه أنت بنظرك القصير.
إذا كنا نرغب فى إصلاح حقيقى فلا مانع من الاقتراب من الرئيس، اقتراب حذر لا يعنى السقوط فى جوقة أنصاره و"المطبلين" له، ولا يعنى التخلى عما نحسبه صحيحًا لصالح الرئيس أو من أجل مكاسب مستقبلية.
السياسة هى علم المصالح، فإذا كانت مقدرات البلاد بيد الرئيس فهل من مصلحة الثورة أن نرفض إيصال صوتها له؟ وهل من مصلحتها أيضًا أن نتهم كل من صفقنا له بالأمس بالخيانة لمجرد أنه افترض الخير أو سعى إليه؟
الإجابات كلها عند هؤلاء الذين ساهموا فى خسارة الثورة ووصمها بسبب التطرف فى الانحياز لها.
الذين برروا السير فى المظاهرات بالسلاح وصفقوا لمحاولات اقتحام الداخلية ثم استداروا فقالوا "سلمية"... الذين اعتبروا أى محاولة لتقريب وجهات النظر بين تيارات الثورة المتصارعة خيانة لها رغم أن الهدف واحد وإن اختلفت الوسيلة.
كنا معهم وكنا منهم فى بداية الثورة، التى دفعتنا دفعًا نحوها دون أن تمنحنا فرصة للتفكير ثم مر وقت فتعلمنا بعد أن خسرنا بسبب حماسنا الزائد لها.
خسرنا كثيرًا وكثيرًا جدًا حتى لم يعد لدينا ما نخسره فلماذا نستكثر على أحدنا التجريب فى مسالك أخرى غير التى جربناها وخسرنا.
الثورة تحب التطرف فى بدايتها ولا ترضى به بعدها، تطرف يصلح لقيادة مظاهرة حماسية لكنه لا ينفع فى قيادة بلاد تعوم على المشاكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة