نوارة نجم

ناكل عيش منين يا كفرة؟

الثلاثاء، 09 ديسمبر 2014 06:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان أسبوعا معبأ بالأحزان والأتراح:
1 - براءة القاتل الفاسد الذى خلعه شعبه من كل الجرائم المنسوبة إليه، بل وبراءة وزير داخليته، أحد أهم زبانية التعذيب فى التاريخ المصرى الحديث، وبراءة ولديه.. براءة جميع من ثار ضدهم الناس.
2 - وفاة أستاذتى، ومعلمتى، وقدوتى، وأحد أهم روافد الأمل فى حياتى، الدكتورة رضوى عاشور.
3 - مفاجأة غير سارة بالمرة: الناس يقولون إنه مر على وفاة والدى عام بأكمله، وأنا لم أفهم بعد معنى كلمة «وفاة والدى» حتى يحاول الناس إقناعى بأنه مر سنة على هذا الحدث.

على هامش هذه الأحداث الجسام، جرت أحداث جسام أخر: استشهاد اثنين من المتظاهرين المعترضين على براءة المخلوع. بعد ذلك عقد الرئيس السيسى اجتماعا مع عدد من شباب الإعلاميين، وقد سرنى وجود بعض الأسماء التى تحظى بثقتى الشخصية، وصلنى بعض تصريحات الرئيس، مثل إنه «جرح» فى الفترة السابقة من كلام المصريين عقب براءة مبارك! ومثل إنه أكد أنه ضد نظام مبارك، وأنه ضد الفساد، وأنه لا يتدخل فى الإعلام «!» وإننا ليس أمامنا إلا أن ننتظر النقض فى قضية مبارك، وقال إنه يرغب فى إطلاق سراح الشباب المحبوسين ظلما، وقال لشباب الإعلاميين: لو أضمن أنهم لما يخرجوا ما يئذوش البلد حاخرجهم. أخيرًا، تمكن الشباب من الوصول مع الرئيس إلى بعض القرارات المهمة، مثل الشروع فى إصدار قانون لتجريم إهانة ثورة 25 يناير والادعاء بأنها مؤامرة، وتجريم إهانة ثورة 30 يونيو والادعاء بأنها انقلاب، والقرار الثانى: تشكيل لجنة لبحث حالة المحبوسين ظلما.. مع تكاتف هذه الأحداث فأنا فى حالة مزرية، كئيبة، مظلمة، لكننى سأحاول أن أستعيد لياقتى كى أحكم بالعدل والقسطاس قدر استطاعتى كإنسان ناقص يغيب عنه جل الحقائق، ولا عدل إلا الله.

بداية، أرى فى قانون تجريم إهانة ثورة 25 يناير أهمية بالغة، حقيقة كنت أتوقع من بعض الرفقاء الذين لم يشفهم الله بعد من النزق، بعد كل ما اكتوينا به فى الأعوام الماضية، أن يعترضوا على القانون ويدعوا أنه قانون استبدادى، وقلت مازحة إن بعض الثوار سيقولون: طب أبو الثورة على أمها، دى ثورتنا واحنا أحرار نشتمها بقى، الواقع أن من يدعون أن قانونا كهذا يعد استبداديا، كانوا يشتكون مر الشكوى من أنهم لا يستطيعون السير فى الطرقات إذا كانوا من أصحاب الوجوه المعروفة، وإن لم يكونوا معروفين، فإنهم يشكون من اتهامات المحيطين بهم التى وصلت إلى حد أن أحدهم طردته أمه من البيت متهمة إياه بالخيانة والعمالة، وحين قال لها: يا ماما أنا ابنك، ده الجزمة فتحت بقها وكل شوية أخيطها عشان مش معايا أشترى جزمة. فقالت له إنه يخفى الأموال التى تقاضاها ليخفى حقيقته كجاسوس. والواقع أن من يدعون أن القانون استبدادى، يعلمون أنه فى حال اتهام شخص واحد بأنه جاسوس وعميل من دون دليل أو بينة، فإن من حق هذا الشخص رفع قضية سب وقذف، فما بال إعلاميين يقتاتون على أعراض وسير الملايين من البشر الذين شاركوا فى الثورة؟!

أفهم غضب كثير من الإعلاميين من القانون، فإن قانونا كهذا سيقطع أرزاقهم، منهم من يتقاضى 5 و7 و10 ملايين جنيه فى السنة، لأنه يجلس كل يوم يخوض فى أعراض الناس ويتهمهم بالزور، أما بعد هذا القانون، فلسان حالهم: ناكل عيش منين يا كفرة؟ أما الشباب الذين أخذهم النزق ويرفضون القانون من باب «الروشنة» أقول لهم: انتوا لسه؟ كل هذه الأثمان الباهظة من أرواح الناس وحرياتهم، كل هذا الشقاق فى المجتمع الذى يهدد بحرب أهلية، ومازلتم تحكمون على الأمور بهذه السطحية؟ وللحديث بقية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة