سعيد الشحات

حوار مع «فل» من الفلول

السبت، 01 فبراير 2014 06:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل شارع وحارة وقرية يوجد «فل» من الفلول يعيش معنا، هو يشعر الآن أن الزمن يعوضه عن فترة العذاب التى عاشها بعد ثورة 25 يناير، كان يخشى وصفه بـ«الفل»، أما الآن فهو يحب الوصف، بل يعتبره شهادة «جودة» فى الوطنية، لم يعد يخشى شيئا، كان يلزم بيته بعد ثورة يناير، يرتب أوراق براءته من الاتهامات المتوقع أن تواجهه، ويستدعى من أيامه الماضية رأيا قاله لإقناع الآخرين أنه كان معارضا شرسا لنظام مبارك، ويدعى أنه حذر، ونبه، وتوقع، وأن جمال مبارك هو السبب.

كان يسير جنب الحيط، بعد سنوات عاشها «منفوش الريش»، أصبح يبحث عن وساطة، بعد أن كان هو الوساطة ذاتها، وفى العموم كنت تظن أن هذا «الفل» لم يعد له وجود حاضرا ومستقبلا، فما حاله الآن؟

أعرف منهم الكثير بعضهم طيبون، وبعضهم متشددون إلى درجة تشعرك أنهم طبعة أخرى من تشدد «الإخوان»، الإخوانى يقول لك: «البلد دى مش هتتعدل إلا بشرع الله»، والمفارقة أن نجده فى سلوكه وممارساته أبعد ما يكون عن الشرع، «الفل» يقول لك: «البلد دى مش هتتعدل إلا بالكرباج واحنا بتوع الكرباج».

ما الذى حدث، حتى يعود «الفل» إلى نفش ريشه؟، الإجابة تأتى على لسان واحد منهم، حدثنى طويلا قبل يومين.

قال «الفل»: زهقتونا من الكلام عن الثورة، ولا هى ثورة ولا يحزنون، هى شوية شباب مأجور من الخارج والإخوان طلعوا يهتفوا وفرحوا بنفسهم، لحد ما الراجل «الوطنى» مبارك، قال لهم تعالوا شيلوا الشيلة، وبعد كده ظهرت حقيقة إن الحكاية كلها إخوان فى إخوان.

أضاف «الفل»: قلتم ما فى الخمر عن حبيب العادلى وزير الداخلية، ودلوقتى الناس بتقول ولا يوم من أيامك يا «عادلى»، قلتم عن عشرات قضايا الفساد، ومفيش ولا قضية طلعت صح.

قلتم كان فيه تزوير انتخابات مجلس الشعب، وفيها إيه يعنى أن الانتخابات تتزور ضد الإخوان، ما هو الإخوان ظهروا على حقيقتهم.

«الفل» قال فيها إيه يعنى لو كان جمال مبارك بقى رئيس مش أحسن من الإخوان ومحمد مرسى، بصراحة كده مفيش حد زيه، هو عيب أنه يبقى ابن مبارك؟

«الفل» قال بكل ثقة وبجاحة: «خلاص كل حاجة ظهرت على حقيقتها، والشعب عرف مين اللى كان بيضحكوا عليه، إحنا راجعين، راجعين، راجعين، واللى مش عاجبه يضرب دماغه فى الحيط، ثورة إيه دى، دى كانت سحابة مرت على البلد، وخلاص بخت شوية مطر، وانتهى الموضوع، وهتشوفوا قوتنا فى انتخابات مجلس الشعب».
«الفل» يرى أنهم الأحق بحكم البلد، لأنهم قادرون على ضبطها، وعندهم الخبرة بالناس فى كل مكان، ولما سألته: «هل أنت واثق مما تقوله»، أجاب: «كل الثقة»، وبطلوها سيرة بقى، انسوا حكاية 25 يناير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة