للأستاذ محمد حسنين هيكل منزلة كبيرة عند الناس، ينتظرون إطلالته ويعتبرونها فرصة لمعرفة أبعاد الموضوع، فى الماضى كان مسلحا بالمعلومات والوثائق التى تؤكد وجهة نظره، بعد الثورتين الأخيرتين تحول إلى صاحب الرأى السديد الذى يلجأ إليه الحائرون، هو قادر على الصياغة، ويمتلك موهبة كتابة عناوين الموضوع، التى تقرأها كفصوص الحكم وترددها على المقهى أو فى الفضائيات، طريقة تفكيره وحيله فى اختيار مفرداته تذكرك بروايات البرتغالى المخضرم ساراماجو الجديدة، الكلاسيكية الجميلة.
هو يريد أن يضعك فى الصورة، حتى لو اضطر إلى استخدام حكايات الطفولة فى موضوع «كبير»، فى صالون التحرير مع العزيز عبدالله السناوى وصحبته، قال إنه من الصعب أن نتحدث عن المستقبل قبل التأكد من أننا على طريق المستقبل، وأن مصر تواجه ثلاث مشكلات رئيسية هى المياه والطاقة والغذاء، وأنه لا بد من تشكيل جبهة وطنية جامعة لكل الأحزاب والقوى السياسية، وشبه مصر بسيارة كنا نركبها ونحن متجهون إلى المستقبل، وعند لحظة معينة سارت فى الصحراء، فى عهد السادات تلف أحد الإطارات، وتصور مبارك الطيار أن السيارة طائرة وبدأ فى إصلاحها كأنها كذلك، ولأنها ليست طائرة ظلت السيارة معطلة والطريق إلى المستقبل معطل، ثم جاء المجلس العسكرى ولم يفلح فى الإصلاح، ثم جاء مرسى وتعامل مع مصر السيارة على أنها توك توك، والآن العواجيز عاجزون والشباب يدفعونها، وأصبح الجميع يعانى مشاكل وجودية والمطلوب حلها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة