سامح جويدة

الرئيس المنتظر وسيرك مبارك

الثلاثاء، 11 فبراير 2014 08:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال التطبيل مستمرا وعلى أى معارض لعملية الطبيل أن يطير بعيدا. فقد قررنا فجأة أن نحول كل الغضب على حكامنا السابقين إلى نوبة «ولع» بحاكمنا المنتظر. أعرف جيدا إحساس شعب وجد من يسانده ويحن عليه أخيرا، ولكن «مش كده، بالراحة شوية». فكثرة الوفاق من النفاق، وكثرة المديح تطيح فمؤخرا ألقى أحد اساتذة الأزهر الأجلاء خطابا، قال فيه إن المشير عبدالفتاح السيسى واللواء محمد إبراهيم هما رسولان من عند الله مثلهما مثل هارون وموسى. فلماذا تعجبنا إذن من هذا المعتوه الذى قال إنه شاهد فى المنام سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» يصلى خلف مرسى العياط. ومتى نكف عن استغلال الدين فى الشأن السياسى ونتوقف عن البلاغة فى النفاق والاستعارات والكنايات والتشبيهات بالرسل والأنبياء. على أى حال أتمنى من رجال الدين أن يتعففوا عن عملية النفخ فالدين أقدس بكثير من ذلك، كما أن الإعلام المصرى «مطبلاتى» بطبعه، فاتركوا له هذه المهمة مطمئنين، فهو يتفنن فى استضافة الكتبة المحترفين من المداحين والمنافقين والمتسلقين، وأغلبهم عملوا فى نفس السيرك أيام مبارك ويسعون للاستمرار فى التنطيط فى عصر الرئيس القادم. ورغم عدم مسؤولية المشير السيسى عن تشبيهات مادحيه، أو تصريحات محبيه أو كلام منافقيه، إلا أنه ضحيتهم الأولى. فرغم أن مواقف الرجل كلها إيجابية وتحسب له حتى الآن، إلا أن تطبيل الفلول له وتكالب كبار المنافقين خلفه لا يحسب لصالحه على الإطلاق، بل صنع جفوة بينه وبين البعض من أجيال الشباب والمثقفين الذين يرفضون هذا النفاق، ويمقتون هذا المديح وينظرون بريبة إلى فلول الطبالين وأبناء سيرك مبارك. كنت أتمنى أن تخلو الصورة من هذه الوجوه المكروهة من محترفى النفاق والنفخ حتى تعطيه أجيال الشاب حقه من الإعزاز والتقدير والذى يختلف بشكل كبير عن الإجلال والتقديس الذى يحاول الكتبة القدماء فرضه على الساحة السياسية. ونصيحتى لسيادة المشير أن يردد المقولة الخالدة «اللهم قنى شر أصدقائى أما أعدائى فأنا كفيل بهم»، وإن كنت أشك أنهم من الأصدقاء أو الأحباب فهم مجرد كائنات حية اعتادت أن تأكل من موائد السلطة بلا كرامة أو عناء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة