يعرف حمدين صباحى أنه سيواجه مرشحاً قوياً، وأنه سيتعرض للاغتيال المعنوى على يد إعلامجية نظام مبارك، ونخبته الاقتصادية، ومع هذا قرر خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة فى مواجهة «المشير» إن ترشح، وهى خطوة جسورة لا شك.
هو يرى أنه أكثر المرشحين تعبيراً عن الثورة، ويرى قطاع لا يستهان به من الشباب ذلك، ولا توجد عنده مرارات عبدالمنعم أبوالفتوح التاريخية والتى جعلته يحجم عن المشاركة بحجة «أن دفع المؤسسة العسكرية بمرشح يعنى ضربة قاسمة للمسار الديمقراطى»، وكأن هذه المؤسسة الوطنية تعمل ضده هو شخصياً، الطبيب المتقاعد يعرف أن الناس زهقت من هذه اللغة الفارغة، حمدين يقدر الجيش ويقدر السيسى، ونزوله فى مواجهته لا يعنى أنه يحاول إنقاذ مسار ديمقراطية أبوالفتوح، هو يريد استثمار علاقاته بالملايين الذين صوتوا له فى الانتخابات الماضية، ويريد أيضاً أن يكون عنواناً لرفض المرشح المقدس، وأعتقد أن خالد على سيقف إلى جواره فى هذه المعركة، لأن الأخير لا يحظى بشعبية كافية تؤهله لمنافسة الرجلين، وربما ينجح الإثنان من خلال برنامج متحضر قابل للتحقق يليق بمصر الثورة، يكون نواة لتداول السلطة فى المستقبل القريب.
الإخوان يبحثون عن وجه يعلقون عليه فشلهم، ربما وقفوا مع عنان أو اختاروا العوا، ولكن فى النهاية سيكسب السيسى إذا ترشح لأن الغالبية تريده، وسيكسب حمدين سياسياً، لأنه دخل معركة يعرف أنها شبه محسومة، دفاعاً عن التعددية وعن حق الاختلاف، أحب حمدين الذى أعرفه وأصدقه وسبق أن انتخبته، والذى أتمنى أن يعرف أن بلاغة وشعارات ثورة يوليو التى أؤمن بها لم تعد كافية ،لأن شعارات يناير أقوى وأصدق، وهى التى جمعت الناس وستدفع بهم لاختيار رئيس جديد.