سياسى سأل المشير عبدالفتاح السيسى، فى أحد اللقاءات مع القوى السياسية، ماذا عن وضع نظامى مبارك وجماعة الإخوان فى حالة وصولك للحكم؟، فكان رده، أن كل من أجرم فى حق الشعب المصرى، سيلقى عقابه بالقانون، أما الذين لم يتورطوا أو يشاركوا فى أى قضايا فساد، أو تحريض على القتل، فإنه مواطن مصرى له من الحقوق، وعليه من الواجبات ما على المصريين جميعًا.
ثم فاجأ المشير عبدالفتاح السيسى، جميع الحضور عندما استشهد بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما دخل مكة حيث قال: يا معشر قريش ما ترون أنى فاعل فيكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، بل وأَمّنَ أهل مكة على أنفسهم بقوله: «من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن».
وهنا تساءل السيسى: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، فعل ذلك، فهل أنا أستطيع أفعل عكس ذلك؟
الحقيقة المؤكدة، أن ما فعله الرسول «ص»، عند فتح مكة بالصفح والعفو عن الذين حاربوه طوال 20 عاما كاملة، وحاولوا التنكيل به شر تنكيل، فهو أمر لم يعرف التاريخ له مثيلا لا من قبل ولا من بعد، وإذا رفع السيسى هذا الشعار، فإنه سيسطر مجدا حقيقيا لحكمه.
السيسى، المعلوم عنه بالضرورة تدينه وأدبه الجم، وتمتعه بحب جارف بين صفوف الجيش المصرى، قبل وبعد توليه مسؤولية وزير الدفاع، فإن خطابه الأول سيتضمن الصفح عن الجميع، تحت شعار مصر وطن لكل المصريين، ويتخذ من سيرة خير خلق الله محمد بن عبدالله، نبراسا له، ويعى أن الرسول ظل أعداؤه طوال 20 عاما يعلنون عليه الحروب الواحدة تلو الأخرى، وتفننوا فى تعذيب أتباعه، والنيل منهم، والتضييق عليهم، بل طاردوهم حتى خارج الجزيرة. ثم شنوا ضدهم ثلاث حروب، ومع هذا كله يدخل، صلى الله عليه وسلم، مكة، متواضعا خاشعا لله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة