وائل السمرى

شكراً مولانا «الطيب»

الأربعاء، 12 فبراير 2014 10:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ومن غير أحمد الطيب يفعل هذا؟ من غيره يقف أمام حالة الانزلاق المريبة التى يشهدها المجتمع المصرى تزلفاً وتغزلاً وتملقاً لبعض مسؤولى الدولة؟ من غيره يضع حدا فاصلاً بين الهزل والجد، بين المسموح به والمنهى عنه؟ من غير شيخنا العالم الصلب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر ليقول الحق فى زمن عز فيه النطق بالكلمات العارية من الهوى والخالية من الغرض والمنزهة عن القيل والقال؟.

لك أن تفخر لأن على رأس أكبر مؤسسة دينية مصرية رجل خلوق أديب عالم زاهد مثل الشيخ أحمد الطيب، الذى أعاد الأزهر إلى سيرته الأولى، وقت أن كان بيت الأمة الحقيقى، والناطق الرسمى باسم العدالة والحرية والحق، فإمام الجامع الأزهر ساءه أن يرى أحد العلماء، وقد انزلق تسمحا فى المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ليشبههما بالأنبياء دفعة واحدة، فهاله ما سمع، ورأى أنه من العيب أن يصمت الأزهر عن مثل هذه المسوغات الاستبدادية، فأصدر بيانا واضحا وصريحا ينزه أنبياء الله عن التشبه بالبشر، ويؤنب أحد علماء الأزهر على ما اقترف من إثم.

أثبت الإمام بهذا البيان الواضح الصريح، أنه عابر للتكتلات السياسية متجاوز فكرة التخندق مع تيار بعينه ضد آخر، فكما اعترض الأزهر على بعض الممارسات التى كان يمارسها الإخوان المسلمين فى أثناء حكمهم، ها هو يعترض أيضاً على بعض الممارسات المشابهة الآن، ليثبت أن موقف الأزهر الشريف «واحد»، وإن اختلف الحكام وتبدلت الأنظمة وتغيرت الوجوه، وأنه لا يقبل بالممارسات المشينة التى تستخدم الدين فى الترويج السياسى، أو الدعاية الانتخابية، وأنه حينما وقف بصلابته أمام حكم الإخوان، لم يكن ينتصر لفصيل على حساب فصيل، بل كان ينتصر للحق على الباطل، لصحيح الدين على زيف الأباطيل.

الوجوه تغيرت والممارسات واحدة، وإننا لنشكر الله على أنه وهبنا فى هذه الأيام الحالكة بقعة نور عفية، متجسدة فى شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب الذى يرى الحق حقا فيتبعه، ويرى الباطل باطلاً فيجتنبه، غير عابئ بأن يكون منبع هذا الباطل أحد خصومه أو أحد المنتسبين إليه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة