أكرم القصاص

الجيش والثورة والسياسة

الخميس، 13 فبراير 2014 06:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثلاث سنوات وماتزال الأسئلة حول الربيع العربى، هل كان التسلط والجمود هو ما فتح الباب لإحياء مخططات الشرق الأوسط الجديد، أم أن المخطط كان جاهزا ويطبق فى كل الأحوال؟. وهل كان إدراك الجيش فى مصر لخطورة الأمر دافعا لأن يتخذ موقفا حاسما يختار فيه الدولة والشعب، ويضحى بمبارك الذى كان أحد رجاله، ومن بعده مرسى.

هل حمى الجيش الثورة فى يناير2011؟.. سأل البعض وأجاب أن الجيش لم يكن أمامه إلا أن يساند الشعب، ولو كان اتخذ أى قرار آخر بجانب مبارك ساعتها كان يفقد الجيش صورته أمام الشعب ويفتح بابا لحرب أهلية.

وأجاب آخرون بأن الجيش كان يريد إغلاق الباب أمام مشروع التوريث، وأنه تأكد بأن فرصة استمرار مبارك صفرية.
ولا يمكن تجاهل أن الجيش كان شريكا فى الثورة بمساحة كبيرة، ولو لم ينحز للشعب أو وقف حتى على الحياد واكتفى بحماية المنشآت ربما اندفعت حرب أهلية يفوز فيها الأقوى والأكثر تنظيما وتسليحا، ليفرض إرادته، وربما انقسم الجيش جزءا مع مبارك وجزءا مع الشعب وتبدأ مباريات الدم.

حدث ذلك فى ليبيا وسوريا واليمن، وبالتالى فإن الجيش كان شريكا، وبالتالى فقد كان فى حاجة لأن يحمى المرحلة الانتقالية حتى يضمن توزيعا عادلا للسلطة ويبقى فى الصورة حارسا لتجربة كانت معرضة للضياع والفوضى.

بعض الذين تجاهلوا أن الجيش كان شريكا فى الثورة، أنكروا عليه وجوده، سعوا لإسقاط الجيش من المعادلة.

كان هناك من يدفع لتوريط الجيش فى معارك تنهى صورته أمام الشعب، ويدفع لتحييده أو استقطابه، وتجلى ذلك فى جماعة الإخوان، ومعهم أصحاب نظرية التفكيك الكامل للدولة، لإعادة بنائها، وهؤلاء لا يلتفتون إلى نماذج الدولة التى تتفكك وتدخل فى الفوضى بشكل يصعب استعادتها، مثل ليبيا حيث تفسخت الدولة والجيش وتوزع بين القبائل وبين الجماعات تحولت إلى ملعب للميليشيات والمخابرات، والجماعات الأكثر تسلحا حصلت على سلطة أكبر وتتجه للتفكيك. ونفس الأمر فى سوريا التى كان يمكن للجيش أن يتدخل لإعادة توازن السلطة وألا ينحاز لبشار

وتسبب الانحياز والاستقطاب فى شروخ بالجيش والنظام.
لكن الجيش فى مصر حسم خياراته، وجنب البلد الكثير من الدماء، فى حال لو كان وقف على الحياد أو انحاز لمبارك. كما أنه لم ينقلب مباشرة لينتزع السلطة، وكان هذا ممكن وقتها، وما زالت الأسئلة مطروحة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة