علاقة إثيوبيا بمصر قديمة وقائمة منذ فجر التاريخ، هكذا قال هيلى ماريام ديسالين، رئيس الوزراء الإثيوبى أمس الأول. وقال أيضًا إن الحوار معها «حتمى»، وإن بلاده ستتعامل مع من يختاره المصريون، تمامًا كما يتحدث أوباما.. هذا الكلام الفارغ كان مصاحبًا لفشل زيارة وزير الرى المصرى لأديس أبابا، لأنه كان يحاول إقناعها بالتفاوض، واحترام القوانين الدولية، والتاريخ.
ديسالين غير معنى بالأضرار الكارثية لسد النهضة على مصر، وحشد شعبه مثل سابقيه للمعركة المقدسة ضد عدوه المتربص- الذى هو نحن- لكى يغطى فشله فى حل أزمات الداخل المزمنة، وانتهز الأحداث غير المسبوقة التى تشهدها مصر فى لى ذراع تسعين مليون مواطن يتمنون الخير لبلاده، معتقدًا أن أزمات المرحلة الانتقالية ستظل قائمة، وأن تركيا وإسرائيل وقطر سينفعونه إذا أظهر المصريون وجههم الآخر.. ينبغى أولا أن يتوقف بناء السد، والبدء فى تفاوض ثنائى للتوافق حول حجمه وارتفاعه وسياسات تشغيله، وسنوات التخزين، والاستعانة بلجنة دولية لتقصى الحقائق لدعم هذا التفاوض، وإحاطة المجتمع الدولى بالموضوع، لأن موقفنا القانونى والفنى قوى.. يجب تحييد السودان، لأن استعادته فى ظل حكم البشير صعب.
على الكنيسة الأرثوذكسية المصرية أن تخاطب الشعب الإثيوبى، بعيدًا عن حكامه، وعلينا أن نربط بين الغرام الإسرائيلى التركى المفاجئ، وبين احتمال موافقة عباس على «يهودية إسرائيل» لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية لتصفية قضية فلسطين، وبين بيان الاتحاد الأوربى بشأن الأحداث فى مصر، وبين تبنى الإعلام الغربى للخطاب القطرى الإخوانى، والذى لا يحترم إرادة المصريين، وبين تحفظ الاستعمار القديم والجديد على ترشح السيسى.