"خوض معركتها زى جدك ما خاض..
صالب وقالب شفتك بامتعاض..
هى كده متنولش منها الأمل..
غير بعد صد ورد ووجاع مخاض..
عجبى!"
كيف يتحمل هؤلاء المرشحون المتذبذبون الحائرون بين إقدامهم على الترشح للرئاسة ثم عدولهم عنها تبعات المسؤليات الجسيمة والوضع المشتعل والظروف العصيبة التى تشهدها مصر فى تلك الآونة؟
فإذا كان هذا المرشح المحتمل أو ذاك غير قادراً على حسم قراره الذى من المفترض أن يكون قراراً قاطعاً مدروساً دراسة وافية فى ضوء كل الاحتمالات، متردداً حائراً، معلقاً قراره النهائى بناءً على قرارات غيره من المرشحين المنتظرين، فهذا كفيل بخروجه من مشهد لا يحتمل أشباه الرجال ولا أنصاف الحلول ولا متذبذبو القرار.
كلٍ من هذه الكروت المحروقة متربصاً، مترقباً قرار ترشح السيسى، ويُسِر فى نفسه أمنية قد يهديه إياها القدر، ويرجع السيسى عن احتمال ترشحه،، فيحلم كلٌ منهم ويغوص فى حلمه البعيد بطريقٍ مفروشٍ بالورود، مؤدياً مباشرة إلى كرسى العرش.
هل من المنطقى أن يعلق المصريون الذين أدمت قلوبهم دماء الشهداء الذين يتساقطون يوماً بعد يوم، وفاض بهم الكيل من ضيق العيش ووقف الحال الذى فرضته عليهم سنوات الثورة الثلاث آمالهم على هؤلاء غير القادرون على تحمل مسئولية قراراتهم الشخصية؟
يوماً بعد يوم يخرج علينا الإخوانى المنشق (كده وكده يعنى) بطل خطة الإخوان البديلة المحروق، بقرار ترشحه، ثم قرار عدم ترشحه!
كما بدا بوضوح لا يخطئه أحد موقف السيد حمدين صباحى، قبل أن يحسم قراره النهائى بالترشح ما بين مقبلٍ ومدبرٍ معاً! مترقباً إعلان السيسى عن ترشحه من عدمه، ولكن كلما تأخر الإعلان كلما تعمق المأزق، وازدادت حيرة صباحى ما بين الإقدام، ثم التراجع، ثم الإقدام.
وبالرغم من كل تلك المهاترات والتخمينات، فالجميع يعلم جيداً أنه عندما يخرج السيسى عن صمته، ويفصح عن نيته الجادة فى الترشح للرئاسة، سيحسم كلٍ من هؤلاء المترددون موقفهم النهائى.
مع العلم أن السيسى لم يعلن عن ترشحه حتى الآن حسب ما نتناوله من أخبار لأنه لم يستقر بعد على مشروع قومى ضخم يضعه فى أولويات التنفيذ فى حال كونه رئيساً للبلاد، كما علمت أن هناك ثلاث ملفات شائكة لم يصل بعد لحلها.. أى أن كرسى الرئاسة لا يشغله بقدر ما يشغله ما سيقدمه عندما يعتليه.
كان حرياً بهم جميعاً أن يحسموا القرار بشرف وأمانة بناءً على دراسة مستفيضة وتقدير واقعى لقدراتهم على إدارة البلاد فى ضوء الأزمة الحالية، وما يمكن أن يتمكنوا من تحقيقه من أهداف الثورة التى ما زالت تحصد مزيداً من الأرواح دون تحقق أياً من أهدافها، كذلك العمل على برنامج حقيقى منطقى قابلاً للتطبيق لا دعائى ظاهرى فارغاً من محتواه.
فإن استطاع المرشح أن يرتب أوراقه ويخلص النية لله وللوطن بالعمل الجاد وتحمل تبعات الموقف المتأزم، فعليه أن يتخذ قرار الواثق الثابت على موقفه، دون النظر لمن حوله ممن سيكون فى موضع المنافسة، وبغض النظر عن الشعبية التى يحظى بها الآخر، فإن كان لديه ما يقدمه ويؤمن به، فعليه أن يعقلها ويتوكل على الله ويخوض المعركة التنافسية بشجاعة وشرف.