عالم: اليابان تشيد بحرص مصر على تطبيق مواصفات الأمان بمحطتها النووية

السبت، 15 فبراير 2014 01:38 م
عالم: اليابان تشيد بحرص مصر على تطبيق مواصفات الأمان بمحطتها النووية محطة نووية – أرشيفية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور مهندس استشارى إبراهيم على العسيرى كبير مفتشين بالوكالة ‏الدولية للطاقة الذرية (سابقا) وخبير الشئون النووية والطاقة، إن اليابان أشادت بمواصفات الأمان ‏التى حددتها مصر فى محطتها النووية الأولى فى إطار سعيها لإنشاء أول محطة من ‏هذا النوع باعتبارها ضرورة ملحة تخدم مصر والمنطقة فى ظل الارتفاع المتزايد لتكاليف الغاز ‏الطبيعى وتنامى احتياجات مصر من الكهرباء.‏

وكانت صحيفة (هوكايدو) اليابانية قد نشرت مقالا يحمل صورة الخبير النووى المصرى إبراهيم العسيرى ‏تحدثت فيه عن أنباء عطاءات المحطة النووية المصرية وعدد الشركات التى ستتقدم لإنشائها وأهمية المحطة ‏بالنسبة للدول العربية لإنتاج الكهرباء والأغراض السلمية وليس لأى أغراض عسكرية.‏

وفى هذا الصدد، أضاف العسيى أن نوع المفاعل الذى تنص عليه مواصفات المحطة النووية المصرية الأولى هو "مفاعلات ‏الماء العادى المضغوط" من الجيل الثالث، وهى حاليا أكثر أنواع المفاعلات النووية أمانا فى ‏العالم، وهو النوع المستخدم فى 80% من المفاعلات النووية العاملة فى العالم حاليا، كما ‏أن 65 فى المائة من المفاعلات النووية تحت الإنشاء فى العالم من نفس النوع.‏

وأوضح الدكتور العسيرى، الحاصل على جائزة نوبل عام 2005 ضمن مفتشى الوكالة الدولية ‏للطاقة الذرية مناصفة مع د. محمد البرادعى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى ذلك ‏الوقت، أن هذا النوع يختلف عن مفاعلات فوكوشيما فى اليابان، الذى كان من نوع مفاعلات الماء ‏العادى المغلى، بمعنى أنه يتم تسخين الماء الذى يمر على الوقود فيتحول إلى بخار وهذا البخار ‏هو الذى يتحول إلى التربينات مباشرة، أما فى مفاعلات الماء العادى المضغوط الذى ستستخدمه ‏مصر فإنه يتم تسخين الماء بتمريره على الوقود تحت ضغط جوى 150 وتصل درجة حرارته إلى ‏‏330 درجة مئوية وذلك فى دائرة مغلقة تتصل بدائرة أخرى وتحول الماء الذى يمر بها إلى بخار، ‏ومن ثم يتم توجه هذا البخار غير المباشر الذى ليس له أية علاقة بالوقود النووى ومنعزل عنه ‏تماما إلى التربينات، وهو ما يوفر عامل أمان إضافيا. ‏

ونوه بأن هذا النوع يحاط بغلاف خرسانى سمكه حوالى 120 سم ومبطن بالصلب وهو ما يجعله ‏يتحمل أى ضغط ولا يسمح بالتسرب خارج الغلاف الخاص به.‏

وفيما يتعلق بالزلازل، أوضح الدكتور العسيرى، الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم ‏الهندسية عام 1986 والحاصل على نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1995، أنه تمت ‏دراسة معدلات الزلازل فى مصر عن فترة 4 آلاف عام، منها 2000 عام قبل الميلاد و2000 ‏عام بعد الميلاد، وتم تحديد أقصى حد للزلازل على مدى هذه الفترة، وتمت إضافة عامل أمان فى ‏مواصفات المحطة النووية المصرية الأولى أعلى من هذا الحد الأقصى، وبالتالى لا توجد أية ‏مشكلة جراء الزلازل فيما يتعلق بالمحطة المصرية.‏

أما فيما يتعلق بالتمدد البحرى الذى يعرف بالتسونامى، فقد تمت دراسته على مدى نفس الفترة ‏وتبين أن ارتفاع أعلى تسونامى فى منطقتنا لم يتجاوز 4 أمتار، وقد تم تصميم المحطة النووية ‏المصرية كى تتحمل تسونامى حتى ارتفاع 10 أمتار.‏

وفيما يتعلق بمحطات الديزل الاحتياطية فى حالة حدوث خلل فى الشبكة الكهربائية العامة، فإن ‏ارتفاعها عن الأرض أعلى من ارتفاع أى تسونامى محتمل، بحيث لا يمكنه أن يؤثر عليها.. بينما ‏كانت هذه المحطات فى اليابان على مستوى الأرض، وبالتالى فقد عطلها تسونامى فوكوشيما.‏

وفيما يتعلق بالبطاريات التى تستخدم للتشغيل فى حالات الطوارئ، قال الدكتور العسيرى إنها ‏تعمل وفقا لمواصفات المحطة المصرية لمدة 10 ساعات، بينما كانت فى محطة فوكوشيما ‏ساعتين فقط. ‏

وأوضح العالم المصرى أن مواصفات المحطة النووية المصرية تشمل وجود محطات ديزل إضافية ‏يمكن نقلها إلى الموقع على وجه السرعة.‏. لافتا إلى أن مواصفات المحطة النووية المصرية تنص على وجود مماثل أو محاكى تدريب ‏‏"سيميوليتور"، وذلك حتى يكون هناك تدريب مستمر للعاملين فى المحطة النووية المصرية على ‏طريقة عمل وكيفية التصرف بشكل سليم فى حال حدوث أية حالة طوارئ فى هذه المحطة.

ونوه بأن مواصفات المحطة النووية المصرية تراعى تشغيل أجزاء كبيرة من المحطة بدون وجود ‏مصدر كهرباء وتشغيل خارجى، وهو ما يعرف بـ"عوامل الأمان غير المباشرة"، بمعنى أنها لا ‏تحتاج إلى مصدر للكهرباء لتشغيلها، مشيرا إلى أن المحطة تطبق آليات طبيعية، وضرب مثالا ‏على ذلك بارتفاع الهواء الساخن وحلول الهواء البارد محله بشكل طبيعى حتى فى حال انقطاع ‏الكهرباء.‏

يذكر أنه بعد مرور ثلاثة أعوام على مأساة فوكوشيما اليابانية، فإن الحكومة اليابانية قد أعلنت تأييدها ‏للبحوث والدراسات التى نشرها المعهد القومى اليابانى للعلوم الإشعاعية والمتعلقة بحادثة مفاعلات ‏فوكوشيما اليابانية. وأثبتت هذه الدراسات أنه لا يوجد آثار صحية سلبية نتيجة الإشعاعات ‏الناجمة عن مفاعلات فوكوشيما من جراء تعرض المنطقة للزلزال والتسونامى فى 11 مارس ‏‏2011. ‏

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا وضعه فريق من الخبراء فى الدراسات الإشعاعية ‏ومخاطرها الصحية جاء فيه أن نسبة مخاطر السرطان نتيجة للحادث تكاد تكون غير محسوسة، ‏كما أشار التقرير إلى أن المخاطر الإشعاعية للذين تعرضوا للإشعاع من الأطفال فى المناطق ‏الأشد تعرضا للإشعاع قد تزيد فقط بنسبة 1 فى المائة نتيجة حادثة فوكوشيما. ‏

ومن المعروف أن كارثة فوكوشيما والتى وقعت يوم 11 مارس 2011 نتجت عن زلازل من أقوى ‏أنواع الزلازل التى تعرضت لها اليابان والذى بلغ مقداره 9 بمقياس ريختر مصحوبا بفيضان ‏‏(تسونامي) بلغ ارتفاعه حوالى 14 مترا مما نتج عنه توقف الشبكة الكهربية والتى يوجد بها 6 ‏مفاعلات نووية لإنتاج الكهرباء من نوع مفاعلات الماء العادى المغلي، والتى تم تصميمها ‏وإنشاؤها بواسطة شركة جنرال اليكترك الأمريكية وشركات أخرى يابانية وهى شركات توشيبا ‏وهيتاتشى.

وعند وقوع الزلزال كانت المفاعلات النووية الخامسة والسادسة فى حالة إيقاف كامل ‏تمهيدا لعمليات الصيانة الدورية وإعادة التحميل بالوقود، أما المفاعل النووى الرابع فقد تم تفريغه ‏من الوقود النووى تمهيدا لإعادة التحميل، أما المفاعلات النووية الثلاثة الأولى فقد توقفت تلقائيا ‏بمجرد وقوع الزلزال وبدأت أنظمة الأمان فى العمل تلقائيا غير أنها سرعان ما توقفت عن العمل ‏بسبب انقطاع التغذية بالكهرباء من الشبكة الخارجية وكذلك بسبب تعطل ماكينات الديزل ‏الاحتياطية بسبب انغمارها تحت الفيضان (التسونامي) بالإضافة إلى توقف البطاريات الاحتياطية ‏بعد بضع ساعات من تشغيلها. ونتج عن ذلك ارتفاع درجة الحرارة بالوقود النووى داخل ‏المفاعلات الثلاثة بسبب الحرارة الناتجة عن نواتج الانشطار النووى والذى أدى فى النهايـة إلى ‏انصهـار الوقود النووى داخل المفاعلات النووية الثلاثة الأولى.

وأوضح الدكتور العسيرى أنه مع ذلك ورغم أن هذه المفاعلات الستة تم إنشاؤها فى الفترة ‏من1967 - 1973 وبدأ تشغيلها خلال الفترة من 1971 حتى عام 1979، ورغم هذا الزلزال ‏والفيضان غير المتوقعين، ورغم وفاة حوالى 20 ألف نسمة بسبب الزلزال والفيضان، فإن ضحايا ‏المفاعلات النووية لم يتعد ثلاثة قتلى من العاملين فى المفاعلات النووية وذلك بسبب الزلزال ‏والتسونامى ولا يوجد أى ضحايا بسبب الإشعاعات النووية. كما أن المفاعلات النووية لم تتعرض ‏لأى شروخ أو تشققات، إضافة إلى أن الأوعية الخرسانية المحيطــة بهذه المفاعلات لم تتعرض ‏لأى أضرار.‏

وقال الدكتور العسيرى "رغم هذه الحقائق التى أصدرتها منظمة الصحة العالمية، والتى يتبين منها ‏زيف وبهتان ما تم ترويجه عن مخاطر حادثة مفاعلات فوكوشيما، فقد قامت مظاهرات محدودة ‏فى اليابان ضد استخدام الطاقة النووية رغم علم المتظاهرين الكامل بأنه لا غنى لليابان عنها وإنما ‏هى لأغراض سياسية ليس إلا".

وأضاف "هذا يذكرنى أنه أثناء قيامى بالتفتيش النووى لبعض المنشآت فى ‏كوريا الجنوبية كانت هناك مظاهرة مناهضة للطاقة النووية أمام إحدى المحطات النووية ورغم علم ‏المتظاهرين أن الصناعة النووية فى كوريا يعمل بها الآلاف من الكوريين ورغم أن هذه الصناعة ‏النووية أصبحت أهم الصناعات الأربع التى يقوم عليها الاقتصاد الكورى ورغم أن كوريا ليس لديها ‏مصادر طاقة أخرى بديلة، ولكن كان هذا التظاهر لأغراض سياسية وانتخابية بحتة".

وأكد الدكتور العسيرى "أن أى تأجيل فى تنفيذ إستراتيجية الطاقة المصرية يتسبب فى خسائر فادحة ‏مادية وتكنولوجية واقتصادية واجتماعية.. وعلى سبيل المثال، فإن إيقاف المشروع النووى المصري‏، والذى كان يشمل إقامة 8 وحدات نووية مجموع قدراتها الكهربية ‏‏8400 ميجاوات كهرباء، فى أعقاب حادث مفاعل تشير نوبل عام1986 وبحجة الحادث النووى ‏وإن كنت أعتقد أن إيقافه كان استجابة لضغوط خارجية، وبعد أن كان جاهزا على التوقيع مع ‏الشركة التى فازت بعطاء تنفيذه، فإن هذا الإيقاف، لفترة حوالى الثلاثين عاما، نتج عنه خسارة لا ‏تقل عن 200 مليار دولار أمريكى (فقط من فرق تكلفة الوقود النووى عن الغاز والبترول)، خلاف ‏تكلفة تصاعد أسعار المحطات النووية، فضلا عما فقدناه من كوادر علمية تلقفتها الدول الغربية ‏وما فقدناه من تنميه تكنولوجيه واجتماعية واقتصادية شاملة".‏

وقال العالم المصرى "إن توفير الطاقة الكهربية اللازمة لتلبية متطلبات التنمية وزيادة السكان لا ‏يمكن توفيرها من محطات الطاقة الشمسية والرياح وحدهما لأسباب فنية، بدليل أنه لا يوجد دولة ‏فى العالم تعتمد على محطات الطاقة الشمسية والرياح وحدهما فى توفير متطلباتها الكهربية ‏الأساسية، رغم تميزها بسطوع الشمس وتوافر الرياح المناسبة بها وبكفاءة أكثر من مصر.. كما ‏لا يمكن توفير الطاقة الكهربية اللازمة لتلبية متطلبات التنمية وزيادة السكان بمزيد من محطات ‏الغاز والبترول معتمدين على استيرادهما كما يحدث حاليا.. وحتى مع توافر الغاز والبترول ‏مستقبلا فهو إلى نضوب، إن آجلا أو عاجلا، ومن الأفضل ترشيد استخدامه فيما هو أكثر جدوى ‏مثل الصناعات البتروكيماوية أو كوقود للسيارات.. والبديل الوحيد الأمثل لتوفير هذه الطاقة هو ‏استخدام الطاقة النووية مدعومة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. فهذه استراتيجية طاقة وليست ‏محلا للمزايدة".‏

واختتم الدكتور العسيرى تصريحاته بالقول: "أتمنى من كل مصرى أن ينظر لمصالح مصر العليا ‏وليس إلى مصالحه الشخصية".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة