يخشى كثير من المعجبين بباسم يوسف، أن شيئا ما تغير فى أداء الرجل، رغم أنه مازال محتفظا بابتسامته الواثقة وملابسه الأنيقة، وإن كان اللمعان فيها زائدا عن الحد قليلا، وحسه الفكاهى اللماح لأخطاء المشاهير، لكن شيئا فى طريقته لانتقاء أفكاره وترتيب فقراته تغير، يبدو فى بعض الأحيان أن بوصلة النقد لديه مرتعشة، تخبط أحيانا من أجل إحداث نوع من الصخب دون هدف، يجرح أحيانا دون أن يمنح فرصة لتوضيح السبب، يقترب فى أوقات أخرى من فخ التكرار، فيلجأ لرفع سقف الانتقاد حتى يصل لحد الفجاجة.
لا أنكر أنه مازال مقتحما وجريئا وعلى بعض المستويات يمثل برنامجه ترمومترا لحرية النقد فى هذا البلد، تعجبنى فيه قدرته على ربط الأحداث، وإن كنت أنكر عليه الالتجاء للإيحاءات الجنسية، وقد كان هذا سببا لابتعادى وبعض الناس مثلى عن مشاهدة الحلقات الأخيرة التى قدمها فى فترة الجدل حول أسباب توقفه، فى الحلقة الأخيرة، توقفت لمشاهدة بضع لحظات، بالتأكيد ليس هو الحالة التى كان عليها من قبل.. فى اعتقادى يحتاج باسم يوسف الآن لإعادة حساباته، وترتيب أولوياته، يحتاج لهدف يبنى عليه هجومه، لا يعنينى شخصية من ينتقده بقدر ما يعنينى منطق الانتقاد، لا يجب عليه أن ينساق لشهوة الإفراط فى خصومة من يلمزون عليه بالخيانة، فالتخوين تهمة جاهزة يستريح لها الضعفاء، والرجل الآن لديه فرصة لكى يؤسس موجة انتقاد إعلامية مهذبة، وسط هذا السيل الرخيص من المواد الإعلامية الركيكة، لأشخاص مشوهين نفسيا، فباسم يوسف قد يصبح واحدا من هؤلاء لو ظل هكذا موجة مشتتة بلا ضفاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة