محمد الدسوقى رشدى

ثورة غصب عن التخين!

الإثنين، 17 فبراير 2014 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(1) فى الذكرى الثالثة لتنحى مبارك، يقولون إن مبارك عاد والثورة ذهبت، بينما الواقع يقول إن 3 سنوات بعد التنحى أثمرت عن انسحاب مؤقت للثورة من ساحة ظهرت بها عدة مجموعات متنافرة.. مجموعة أولى تحتكر الشرف لنفسها، ومجموعة ثانية تحتكر الهرتلة وكل الإصدارات الجديدة من نظرية المؤامرة، ومجموعة ثالثة تحتكر الوطنية ومجموعة رابعة تحتكر الوعى والمفهومية وترى نفسها الوكيل الحصرى لتوزيع صكوك النضج والليبرالية والأخلاق.. والمجموعات الأربع السابقة تخوض فيما بينها حربا باسم الديمقراطية وحرية الرأى وقيم تقبل الآخر أقل الأسلحة المستخدمة فيها قنابل التخوين ومدافع التشويه والإقصاء ورصاص الاضطهاد والعنصرية.

س: هل يعنى ذلك أن الثورة فشلت أو ماتت؟
ج: أبدا وتعالى نشوف..
(2) سيأتى أحدهم بملامح وجهه الكئيبة ليخبرك بكل ثقة: خلاص الثورة فشلت، دى كانت نكسة، هو كان فى ثورة أصلاً؟، تحمل وحول ناظريك إلى حيث تتجه عيونه القلقة والمتوترة واصرخ فى وجهه على طريقة أبلة فاهيتا: يا سوسو؟!! ثورة 25 يناير لم تفشل ولكنها تقضى وقتا أكتر من اللازم فى تنفيذ مهمتها الأولى، الثورات أصلاً مهمتها تقليب الأرض لتميز خبيثها من طيبها ومحراث الثورة المصرية مستمر فى عمله على قدر من العمق الذى يظهر لنا من باطن مصر كل هذه القاذورات، وكل هذه الهرتلات التى يصنعها سبايدر وموسى وعكاشة ورجال الأحزاب السياسية عموما.

الثورة التى يصفها الآن من كان ينافقها فى شهورها الأولى خوفا وطمعا بالهوجة والنكسة، هزمت مبارك الذى كنا نظن أنه باقٍ طالما فى قلبه نبض، ونجحت فى تعرية الإخوان. الثورة التى يصمونها بالفشل صنعت من نفسها غربال فرز قوى تساقط من بين شباكه الكثير ممن كنا نظنهم أهل عدل واحترام، الثورة أنجزت حينما نجحت فى مصالحة المواطن المصرى على فكرة التظاهر من أجل انتزاع الحق، والوقوف فى طوابير أمام صناديق الاقتراع من أجل التصويت وأداء حق الوطن عليه.

(3) فى 3 سنوات نجحت الثورة رغم كل العقبات والمطبات فى تحقيق ما سبق من إنجازات أغلبها فى مرحلة التطهير والهدم، ولكنها تبقى الإنجازات الأهم لأنه لا بناء إلا بعد هدم، ولا تقدم إلا إذا كنا نتحرك فى طريق نظيف تم تطهيره من شوائب ماض بشع.

تبقى الأزمة الوحيدة فى أهل هذه الثورة أو من يصدرون أنفسهم للحديث باسمها، والأزمة ليست فى أخطائهم أو خطاياهم لأن كل ابن آدم خطاء ولكن فى احتكار بعضهم لمفهوم الثورة وسقوط البعض فى فخ سلوكيات نظام مبارك، واستسلام البعض الآخر للجلوس فى غرف البكاء والنحيب على حلم الثورة الذى ضاع.

الملخص:
الثورة نجحت فى تحقيق عدد من الإنجازات المهمة كما أسلفنا ولكن أهلها فشلوا فى استثمار هذه الإنجازات لتحقيق مكاسبها وأهدافها.. هنا تكمن الأزمة والحل.. أدركوا الثورة واستثمروا فيما حققته ولا تطلبوا منها المزيد قبل أن تمنحوها جهدكم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة