جهاز الشرطة يواجه حجما من الكراهية المقيتة، والمميتة، وإرهابا ممنهجا لقتل الضباط والجنود، والتمثيل بجثثهم، بوحشية لم يشهد التاريخ مثلها، وإن جماعة الإخوان وحلفاءهم وحركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، ونحانيح ثورة سوكا، وعدد من الإعلاميين والكتاب من عينة بلال فضل ومحمود سعد، وعلاء الأسوانى، وباسم يوسف، من الذين يحولون «نملة» الأمن إلى «جمل».
رغم هذا العداء، وتربص الإرهابيين بحراس الوطن، نجد أمناء الشرطة بعيدين تماماً عن تقدير الموقف، وأنه من المفترض أن جهاز الشرطة بتكويناته المختلفة فى خندق واحد، ويعى أن له أعداء يتربصون به ليخطفوا أرواحهم، ويهدموا حياتهم، دون رحمة، وبدلا من أن يضع أمناء الشرطة أيديهم فى أيدى زملائهم من الجنود والضباط، قرروا تصعيد مطالبهم الشخصية والفئوية، فى هذا التوقيت الخطير.
منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن، نظم أمناء الشرطة عشرات المظاهرات والاحتجاجات، المطالبة بترقيتهم وحصولهم على نفس المزايا التى يحصل عليها الضباط، ورغم تنفيذ معظم هذه المطالب، إلا أنهم استمرأوا هذه الحيلة للحصول على مزايا إضافية، وصعدوا من احتجاجاتهم فى الأيام الأخيرة، وأغلقوا المديريات بالجنازير، وحاصروا قياداتهم، وهددوا أنهم سيصعدون أكثر يوم 22 من الشهر الجارى ليشمل كل مديريات الأمن.
بالله عليكم، من أين لكم بكل هذه الأنانية للحصول على مكتسبات، فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، من اقتصاد منهار، وإرهاب يطاردكم فى غرف نومكم، ولن أكون متجنيا إذا قلت إن إمبراطورية أمناء الشرطة أساءت لجهاز الشرطة فى مصر، بشكل لم يستطع أن يسىء له أعداؤه.
أمناء الشرطة، لم يعرفوا فقه الواقع، أو فقه الأولويات، فالواقع والأولويات الذى يواجه جهاز الشرطة، التفرغ فى مواجهة ما يهدد وطنهم، بشكل عام، وأرواحهم بشكل خاص، على يد الإرهابيين، وكان الأجدر بهم أن يؤجلوا مطالبهم، حتى الانتهاء من معركة الحسم مع الجماعات الإرهابية!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة