عادل السنهورى

دماء العمال فى قطر

الخميس، 20 فبراير 2014 10:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قطر تتعامل مع الأزمات بالطريقة الإسرائيلية التقليدية فى تصدير المشاكل والتوترات إلى دول المنطقة، بعيدًا عن أزماتها الداخلية. ومرات عديدة كان الصراع السياسى بين حزبى العمل والليكود بسفك مزيد من الدماء العربية فى لبنان أو تونس أو العراق أو فلسطين.

قطر تواجه مشاكل بالجملة فى الداخل، ومع ذلك تتجاوز أزماتها إلى خارج حدودها الضيقة، بالتواطؤ والتآمر مع جماعات إرهابية فى دول عربية، ولعب دور سياسى يفوق حدود تاريخ وجغرافية الدوحة.

قطر تواجه الآن انتقادات عالمية بانتهاك حقوق الإنسان، وحقوق العمال الأجانب العاملين فى المشاريع المرتبطة بكأس العالم التى من المقرر أن تستضيفها قطر فى 2022، وهناك منظمات حقوقية إقليمية ودولية تطالب بنقل المونديال إلى خارج الدوحة بسبب تلك الانتهاكات التى أسفرت عن وفاة أكثر من 450 عاملًا هنديًا منذ بدء العمل فى إنشاء 5 استادات ضخمة لاستضافة المباريات، كما أعلنت ذلك السفارة الهندية فى قطر، وأيضًا وفاة 400 نيبالى بسبب الظروف القاسية وغير الإنسانية التى يعمل فيها العمال الأجانب.

وبدت دول آسيوية فى إثارة قضية عمالتها فى قطر فى المحافل الدولية، وتطالب بالضغط على الاتحاد الدولى لكرة القدم – الفيفا - لنقل الكأس إلى دولة أخرى، وربما هذا الضغط سوف يفتح ملفات أخرى تتعلق بعملية التصويت لحصول قطر على حق تنظيم كأس العالم، وما أثير حولها من أقاويل كثيرة حول شبهات فساد مالى. قضية «السُخرة» للعمالة الأجنبية فى قطر مثل كرة الثلج الآن، تتضخم وتكبر، وستكشف عن أوضاع «مرعبة» و«غير مقبولة» لوضع العمال الأجانب، خاصة الآسيويين، فى قطر، على حد وصف أحد أعضاء اللجنة التنفيذية فى الاتحاد الدولى لكرة القدم، ثيو زوانزيجر، فاتحاد النقابات الدولى يتهم قطر أيضًا بتشغيل العمال بشروط تشبه السخرة والعبودية دون مراعاة قوانين حماية العمل، ومراكز حقوق الإنسان حول العالم بدأت فى مطالبة الفيفا بسحب بطولة كأس العالم من قطر بسبب انتهاكها حقوق العمال فى التجهيز للبطولة.

هناك توقعات بأن يفقد 4 آلاف عامل حياتهم إذا استمرت حالة السخرة والعبودية المخالفة للمواثيق والأعراف الدولية فى قطر، وهى بالتأكيد جريمة ضد الإنسانية.

السحر بدأ يرتد على الساحر بعد أن اتسع الرتق، وتجاوزت الدوحة الخطوط الحمراء، وعليها أن تتحمل تبعات أخطائها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة