محمد الغيطى

فى حضرة أساطير هويدى وأوهامه

الخميس، 20 فبراير 2014 10:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصراحة كلما قرأت مقالات الأستاذ هويدى الأخيرة تحسست رأسى.. ماذا يريد أن يقول الرجل؟ وهل كنا مخدوعين فيه لهذه الدرجة، ولماذا الآن يستخدم كل موهبته وحرفته وخبرته الواسعة فى التأثير على القارئ «العادى» - لا المحترف - وتوجيه الرأى العام من القراء لوجهة معينة تصب فى هدم الدولة المصرية والتشكيك فى مؤسساتها، وعلى رأس هذه المؤسسات الجيش المصرى، أنا لا أرفض الهجوم على أى مسؤول ونقده حتى سلخ جلد وجهه ولست من هؤلاء الذين يتخوفون فى بلاط أى سلطة وعشرات، بل آلاف المقالات منشورة لكاتب هذه السطور ضد نظام مبارك ومرسى، وبينهما المجلس العسكرى، ولن يزايد أحد على العبدلله فى إيمانى بالمعارضة ودورها فى تقويم أى سلطة مهما كانت وقناعتى كما يقول الكواكبى أن مديح السلطان هو وقود الاستبداد ونقده وقود الحرية للمحكومين ولا سلطة مطلقة إلا ويكون صنوها وقرينها قهرا مطلقا وشرا مطبقا.. ودور الكاتب هو أن يكون على يسار أى سلطة ومنصة إطلاق صواريخ ضدها ليس بالمعنى الإخوانى طبعاً بل بالمعنى الفكرى والسياسى والتجارب تؤكد أن الرصاص فعله يزول بالمعنى المادى، لكن الفكر باق فالكلمة أقوى من البارود والفكرة أبقى من الرصاص، وفى أفكار المودودى وسيد قطب والبنا خير دليل، ومن هذا المنطق فأفكار هويدى تبدو لى غطاء شرعيا للتحريض على العنف والتحيز المقيت عبر تفضيل جماعة إرهابية لم ينتقدها الرجل بكلمة واحدة طوال مشواره الصحفى بل جند قلمه للترويج لها سنوات، ثم لتجميل صورتها الإرهابية والذود عنها بكل ما أوتى من قوة التأثير لا قوة المنطق، حرفه الكتابة بعيداً عن صدقها أو مصداقيتها، فالرجل مثلا دافع عن قتلة سائق المنصورة الذى تم تمزيق جسده إرباً لأنه أراد السير بجوار مسيرة إخوانية، وكان يوصل زبوناً يوم الجمعة فقام الإخوان بإنزاله وتقطيعه بالسكاكين وإحراق سيارته، والكاتب المحترم ساق مبرراً «أهبل» فقال إن السائق كاد يدوس إحدى السيدات فى المسيرة، لم يخجل من التبرير الساذج ثم هل يدافع عن كل ممارسات الإرهاب بعد عزل مرسى.. دافع عن باكينام الشرقاوى وسيف عبدالفتاح واعتبرهما بطلين فى وجه «سلطة العسكر» - وهو يستخدم هذا المصطلح عمال على بطال، ولم يقف أمام حرق العلم المصرى فى ذات المسيرة بينما الشرقاوى وعبدالفتاح يضحكان ملء شدقيهما، ثم هاجم إجراءات القبض على «خلية مدينة نصر الإرهابية، وطالب بحقوق المعتقلين» خد بالك دول إرهابيين - ارتكبوا أبشع عمليات التفجير والقتل وسقط ضحايا أبرياء جراء إرهابهم، وكانوا يخططون حسب الأواق والخرائط التى وجدت معهم لتفجير كنائس ومنشآت شرطية وحربية وسفارات ومنازل دبلوماسيين وإعلاميين بل وخططوا لتفجير المجرى الملاحى، ثم هم خلال جلستى محاكمتهم الأولى والثانية رفعوا صور بن لادن داخل القفص، ثم منذ يومين طالعنا الكاتب الحترم المخضرم بمقال تحت عنوان «فى حضرة أساطير المرحلة وأوهامها» كل سطر ينضح بحالة من التحقير للشعب المصرى - وهو نفس توجه المرشد، الذى قال فى القفص، إن الشعب المصرى جاهل ثم فى جلسة أخرى قال مسحور - كان ناقص يقول محتاج طاسة الخضة، الأستاذ هويدى يتهمنا بأننا شعب أسير للأساطير، وأننا خلقنا من السيسى أسطورة وفرعون والملك الإله وصانع المطر وضابط النهر وهى مصطلحات لمن لم يدرس التاريخ المصرى القديم ارتبطت بعصر الأسرات الفرعوانية خصوصا الرابعة وأصبغت على الملك المصرى صفات الإله، بل كان «خوفو» يعبد متوحداً فى «رع» إله الشمس، وكل ذلك قبل نزول الأديان حتى لا يتهمنا الكاتب بالكفر مثل أهله وعشيرته، المهم أن الكاتب لم يزعجه أيام مرسى أساطير من نوع الحلم والحمامتين أو أن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم مرسى فى إمامة الصلاة أو أن مرسى فى السجن دخل عليه زبانية التعذيب - جزء من إرث زينب الغزالى أستاذة هويدى، وأسد ضخم أرسلته الداخلية البلطجية ليفتك به فإذا به يسجد مدلياً رأسه، ويقول لمرسى ادبحنى قطعنى حتت كل هذه الأساطير لم يعلق عليها هويدى، لكنه أطلق سخامه ضد الشعب الذى عشق «السيسى» لأنه حرره من الاحتلال الفاشى الإخوانى الذى كان يقتات عليه الكاتب هو ومدرسته ثم هو انتقد زيارة السيسى لروسيا، واتهم الإعلام أنه ضخمها وكبرها لهدف خلق الأسطورة وقال فى ختام المقال، إن مصر ودول الخليج التى تساعدها فى صفقة السلاح الروسى لن تستطيع الفكاك من الأسر الأمريكى يا راجل أنت عايزنا نخلص من التبعية ولا بتكسر مجادفنا؟ أنت مع كسر التبعية ولا ضدها؟ أليست هذه أمريكا الشيطان الأعظم والاستكبار العالمى حسب القاموس الإخوانى التليد أم أنكم غيرتم مواقفكم الآن، ثم إنك تحقر من الدور الروسى وقدرته على مواجهة أمريكا يعنى أنك تكرس لحالة التبعية، وعدم التحرك خارج دائرة مصر/ أمريكا/ إسرائيل أم أنك ترى 6 شهور العسل الإيرانى/ الأمريكى حالياً مبرراً لعدم انتقاد العم سام وكعبة البيت الأبيض؟ أما آخر الأساطير التى يروج لها الكاتب فهى أن فكرة الخلافة الإسلامية أو الإمارة لم تكن فكرة مرسى، وبالتالى لم يكن هدفه توطين الإرهابيين فى سيناء والأستاذ يتهمنا أننا صناع هذه الوهم حسب مقاله، وردى ببساطة هو العودة لخطب رابعة الأخ البلتاجى وحجازى وكلامهما عن فكرة الخلافة العام الماضى، ولن أقول لك عد إلى كتب البنا ورائف وسعيد رمضان وغيرهم أنت تحفظها لكنك تزور التاريخ والجغرافيا لصالح من مؤكد ليس هذا الوطن الذى نقطت كتاباتك سما زعافاً ضد أهله، وأتحدى من يحلل ما تكتب أن يثبت حسن النيه أو براءة القصد.. للأسف كلها تصب نحو هدم المعبد معبد الوطنية المصرية بعيداً عن أى اتهامات أو توزيع صكوك الانتماء فكل يعلم قبلته؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة