مثلى مثل الغالبية العظمى من المصريين، سعدت بزيارة وزيرى الخارجية والدفاع المصريين لروسيا الأيام الماضية.. ورأيت أن تنوع وتعدد العلاقات الخارجية لمصر فى هذا الوقت داعم لتحقيق التوازن المطلوب فى حجم العلاقات والمساعدات الخارجية، مما يدفع وبشدة إلى الاستقلالية التامة فى اتخاذ أى قرار سياسى مهما كان حجمه، وأتمنى أن تكون هذه الزيارة بمثابة انطلاقة جديدة نحو أن تكون العلاقات الخارجية المصرية مبنية على الندية الخالصة وليست التبعية لأى دولة مهما كانت.. وأن تستفيد مصر من أخطاء الماضى فى علاقتها الخارجية الأمريكية، ولا تسعى أبدا إلى أن تحل روسيا مكان أمريكا بنفس السياسة السابقة.
ولعلنا جميعا نعلم أن من أكثر إيجابيات 30 يونيو أننا بدأنا ندفع فى اتخاذ قراراتنا السياسية المصرية باستقلالية تامة دون أى إملاءات من أى دولة عظمى كانت أم صغرى!! واكتشف لدينا بوضوح الدعم الأمريكى غير المبرر لنظام الإخوان الفاشى فى مصر رغم رفض الشعب التام له فى ثورة 30 يونيو الذى يطلقون عليه انقلابا، لأنه لا يتفق مع مصالحهم فى الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى نجد أن روسيا تدرك خطورة ما يسمى بالإسلام السياسى وأن مصر فى حالة حرب ضد الإرهاب، وهذا يقرب وجهات النظر ويسهل التحالف فى هذه الفترة ويجعله منطقيًا مبررًا.
ولتوضيح بعض ما يجرى فى واشنطن تلك الأيام والذى يجعل المصريين يرون بريقا من الأمل فى بناء علاقات مصرية روسية جديدة، دعونى أنقل لكم شهادة زميل لى مصرى عملت معه قبل أن يسافر إلى واشنطن فى مجال التدريب والتوعية السياسية والمجتمعية فقد نشر هذه الشهادة منذ أيام قليلة إبان الزيارة المصرية الرسمية لروسيا.
كتب ماجد ماهر جبرة من واشنطن بتاريخ 13 فبراير 2014 تحت عنوان «لقاء السيسى وبوتين والموقف الأمريكى»: أنا عايش فى واشنطن بقالى سنتين وفى أغلب اللقاءات اللى حضرتها مع مفكرين أمريكيين عن مصر، كثير منهم يصرون على أن المستقبل للإخوان.. وأن المصريين فى معظمهم داعمون أو منتمون للإسلام السياسى، ومهما تقل لهم إن ده مش حقيقى محدش عايز يسمعك لدرجة إنك تحس إن الموضوع مش إن الباحث ده بيحاول يدرس الحالة المصرية بأمانة علمية وبحثية، ولكنه عايز يفرض أجندة معينة على المصريين بالعافية.. أتذكر نقاشا حادا دار بينى وبين أستاذ فى جامعة جورج واشنطن «د.ناثان براون» فى مارس 2012، وهو من الأصوات المسموعة جدا هنا، وكان يصر على أن الإخوان باقون إلى عقود قادمة، وأنا أقول له: يا سيدى الفاضل أنا مصرى، وبقول لك شعبية الإخوان فى مصر انهارت، وأنا أتوقع إن مرسى لن يستمر فى ولايته، لأن المصريين سيخرجون ضده.. طبعا ولا كأنى بقول أى حاجة وكأنى مجرد طفل ساذج مش فاهم أى حاجة عن مصر وهو اللى اتولد فى السيدة زينب مثلا!! وحتى بعد ما خرج ملايين المصريين ضد الإسلام السياسى ظل نفس المفكرين لا يتحدثون إلا عن الإخوان ومعاناة الإخوان، متجاهلين بوضوح شديد ثورة 30 يونيو، فضلا على أنهم أصلا مش شايفين أنها ثورة من الأساس وبعدين متعجبين إن مصر تتجه إلى الحليف الروسى!! ليل نهار مفكرون أمريكان بيضغطوا على أوباما من أجل قطع المعونة العسكرية وهو يناور ويرجع فى كلامه. المصيبة إن الناس هنا بتتكلم عن المعونة كما لو كانت المعونة دى مثلا هى اللى مقومة الاقتصاد المصرى، ولو اختفت الاقتصاد هينهار، المعونة اللى بتروح للمصريين مش لمصانع السلاح الأمريكى 250 مليون دولار يعنى بالبلدى ولا حاجة فى ميزانية دولة!
وتؤكد هذه الشهادة أن زيارة روسيا فى هذا التوقيت مهمة للغاية، وتوزان القوى فى العلاقات الخارجية المصرية فى مصلحة السيادة المصرية والاستقلال الوطنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة