لا هى المرة الأولى ولا الثانية ولا الخامسة التى يخرج الألتراس من تحت الأرض ليعيث فسادًا، ويعتدى على قوات الأمن، ويحرق ويخرب مرة أخرى.. بعد مباراة السوبر بين الأهلى والصفاقسى التونسى، والتى فاز فيها الأهلى، خرج ألتراس أهلاوى ودخلوا فى مواجهة تعدٍ على قوات الأمن، وأتلفوا السيارات والممتلكات، واعتدوا على قوات الأمن التى حاولت منعهم.
لا وصف لما حدث غير أنه بلطجة، فى وقت لا تحتمل فيه الأوضاع المزيد من الاستهبال، وطبعًا كانت هناك سوابق لم يتم فيها عقاب المعتدين، مع أنهم مارسوا عنفًا وبلطجة مجانية، تضعهم طرفًا فى معادلة الفوضى.
ومازالت أحداث اقتحام المطار والتصادم مع الأمن، وإطلاق الشماريخ للمرة الأولى بالمطار ماثلة، ويومها ظهر من يدافع ويبرر، ضمن عملية غير منطقية، وكان اقتحام المطار بعد أقل من شهر على اقتحام ألتراس الزمالك لناديهم، وممارسة ترويع وعنف، انتهى بمقتل شاب وسقوط جرحى من الأمن والألتراس.
ثم تأتى أحداث مدينة نصر، ما بعد مباراة السوبر، لتضاعف من الفوضى والاستهانة بالقانون، وكأن الألتراس أصبحوا فوق القانون.. طبعا النادى الأهلى ومجلسه لم ولن يدينوا ما حدث، ولن يتخذوا أى خطوة فى مواجهة الخروج على القانون، لأن النادى فى وقت انتخابات، بل سنرى من سوف يخرج ليدافع عن التخريب وخرق القانون، وهى ظاهرة أصبحت هى الأخرى تشبه الألتراس.
وبسبب عدم مواجهة كل هذا تكررت الاعتداءات، وسوف تستمر وتقود لكارثة، ولا يمكن نسيان أن مجزرة بورسعيد كانت نتاجًا للتعصب، وأن الألتراس «انتقل من التشجيع إلى الحرق والضرب والتكسير، منذ عام 2010، ثم تصاعد بعد مشاركة الألتراس فى مظاهرات يناير، وتحولوا إلى ظاهرة غامضة لا حدود لها تضم كل المتناقضات، وتختزن عنفًا قابلًا للاختراق والتوظيف».
الرياضة فى النهاية لها حدود واضحة، ومهما كان التعصب فله حدود، لكن ما يجرى من الألتراس أصبح يتجاوز العقل، ويدخل فى فوضى واستهبال، لأنه فى كل مرة يتم التجاوز عن الأخطاء، والتعامل بطريقة عرفية، ما يحتاج مواجهة بالقانون، حتى لا نصحو على كارثة أخرى، لأننا أمام وضع غير طبيعى، الأمن فيه مثقل بمواجهات مختلفة، ومطالب بالتصدى لكل خارج على القانون، وفى حالة الألتراس هناك إشارات لوجود تعمد أو جهات ما تدفع نحو الصدام، خاصة أننا أمام كتلة بلا منطق.
حيث يجتمع التعصب مع العنف، يغيب العقل، ويصبح العنف واردًا فى كل لحظة، بينما الأمور «مش ناقصة استهبال».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة