عادل السنهورى

زيارات وزير الخارجية إلى أفريقيا

السبت، 22 فبراير 2014 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأخرت مصر وابتعدت كثيرا عن أفريقيا طوال أكثر من 30 عاما فى عهد مبارك ثم «زادت الطين بلة» فى زمن مرسى بالاجتماع الشهير فى أزمة سد النهضة، وكانت نتيجة البعد والإهمال للمجال الحيوى لمصر فى أفريقيا حدوث فراغ استراتيجى سارعت دول أخرى صغرى وكبرى مثل إسرائيل وإيران وقطر للتواجد فيه لإنهاء الدور الريادى والتاريخى المصرى فى أفريقيا منذ الخمسينيات والستينيات وكانت عواقبه كارثية على الأمن القومى وتهديد مصر فى أمنها المائى. لكن «أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى أبدا».. كما يقول مثل غربى، ومن هنا تأتى أهمية الزيارة الحالية لوزير الخارجية نبيل فهمى إلى الكونغو الديمقراطية وتنزانيا وتسليم رسالتين من الرئيس عدلى منصور لرؤساء تلك الدول، ثم حضور قمة الكوميسا وهى التجمع الاقتصادى للسوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقى الذى يضم 26 دولة أفريقية، فى ظرف تاريخى صعب وسط تحديات ومخاطر حقيقية تحاصر مصر من الجنوب وفى شريان الماء الحيوى، وإعادة إحياء الدور المصرى فى أهم دوائر السياسة الخارجية فى أفريقيا.

الزيارة الخامسة لأفريقيا التى يقوم بها نبيل فهمى والوفد المرافق له تؤكد حقائق تاريخية تجاهلتها وطمستها الإدارات المصرية المتعاقبة بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وجلبت لمصر كوارث اقتصادية وسياسية، فمصر ساندت حركات التحرر فى أفريقيا ودعمت دولها بكل الخبرات الفنية والتعليمية والعملية وفتحت أذرعها لقادتها وطلابها فى الستينيات، ووقفت كل الدول الأفريقية إلى جانب مصر فى صراعها وحروبها مع العدو الصهيونى ودعمها فى المحافل الإقليمية والدولية.

أزمة سد النهضة درس يجب أن نتعلمه رغم قسوته، فالدول الإقليمية العظمى لا تترك مجالها الحيوى للعبث فيه من أعدائها وبعض أصدقائها الأشرار، والتحرك المصرى الآن فى كل اتجاه لاحتواء الأزمة مع إثيوبيا هو محاولة جادة ونقلة نوعية فى السياسة الخارجية لعودة الوعى المصرى المفقود تجاه أفريقيا بعد 30 عاما وإعادة ترتيب الأولويات مرة أخرى. فهناك تحرك واستغلال وتوظيف للعلاقات الخارجية فى مواجهة أزمة السد الإثيوبى يجب الإشادة به والمطالبة باستمراره، فلابد من زيارة سادسة وسابعة وعاشرة لأفريقيا ولكن هذه المرة انطلاقا من الاستناد على مبدأ تحقيق المكاسب للجميع وتبادل الخبرات والمشاريع المشتركة فى مجالات الطاقة والمياه وإمكانية المساهمة فى مشروعات التنمية للدول الأفريقية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة