هل تحول «الألتراس» - أهلاوى أو زملكاوى أو إسماعيلاوى أو مصراوى - من تشجيع الكرة إلى «بلطجية» تفرض قانونها وتتحدى إرادة الدولة وتتجاوز القانون دون حساب أو عقاب؟
وهل باتت الدولة عاجزة عن مواجهة هذه الظاهرة العنيفة التى أصبحت آلة قتل وترويع وتهديد للأمن والسلام الاجتماعى، وليست روابط لتشجيع الفرق الشعبية فى كرة القدم، والاستمتاع بالمباريات داخل الملاعب الخضراء، وهل الصمت والتواطئ مع هؤلاء دفعهم إلى تجاوز كل الخطوط الحمراء، واستعراض قوتهم وإحساسهم بأنهم فوق القانون، ولا يهابون أو يحترمون سوى قانونهم الخاص؟
هل بلغ التجاوز حد الخطورة بعد مباراة الأهلى والصفاقصى التونسى فى كأس السوبر الأفريقى تدفع للمطالبة باعتبار الألتراس «جماعة إرهابية» مثل جماعة الإخوان كما طالب الكابتن أحمد شوبير؟
من يقف وراء هؤلاء ومن أغلق ملفات تجاوزهم فى إحراق اتحاد الكرة ونادى الشرطة والمجمع العلمى وأحداث العنف أمام مجلس الوزراء ووزارة الداخلية. الأبرز الآن والأكثر وضوحا فى الصورة هو ألتراس أهلاوى الذى انتظر أفراده نهاية المباراة لإشعال الملعب وإشاعة الفوضى والصدام مع قوات الأمن، وهو الأكثر عددا وتنظيما وتعصبا وهو - أيضا - الذى تثار حوله شبهات كثيرة منذ اقحامه المفاجئ ودون مقدمات فى السياسة وألاعيبها، وتوظيف حماس هؤلاء الشباب الذى لا يدرى من أمور دنياه سوى فريق الأهلى بل ومستعد للتضحية بعمره من أجله» فريق عظيم فريق كبير.. أديله عمرى وبرضه قليل»، وبالتالى الدخول فى معارك دموية ضد السلطة إذا اقتربت من النادى. من هنا يمكن تفسير ظهور الألتراس الأهلاوى فى أحداث عديدة جاءت كلها لصالح جماعة الإخوان فى لعبة الصراع على السلطة والطريق إلى القصر مع مجلس العسكرى بعد 25 يناير 2011، فقد ظهر الألتراس الأهلاوى وكان لاعبا أساسيا فى أحداث محمد محمود الأولى والثانية وأحداث مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى وماسبيرو والسفارة الأمريكية، وتودد خيرت الشاطر لهم، وما تردد عن تمويله ورعايته لهم، ومحاولة محاصرة واقتحام مطار القاهرة، وإظهار العداء الشديد للشرطة والجيش. وللأسف الشديد ساهمت قوى سياسية أخرى فى تضخيم هذه الظاهرة العنيفة عندما تحاكت عن شجاعتهم وصفقت لهم فى دخلاتهم الشهيرة إلى ميدان التحرير.
الظاهرة خطيرة ويجب مواجهتها بكل الوسائل وليس الوسائل الأمنية فقط، قبل أن يتحول الألتراس إلى جماعات بلطجية ومرتزقة.