سامح جويدة

مأساة محمد رمضان والرقص الشرقى!

الثلاثاء، 25 فبراير 2014 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا أردت أن تعرف تاريخ دولة فاقرأ ما يكتبون، وإذا أردت أن تعرف مستقبلها فتابع ما يشاهدون، وأنا مطمئن على مستقبل مصر مادمنا نسعى جاهدين لنعيد الرقص الشرقى الأصيل للوطن العربى و«هز يا وز هنعيد العز».. كنت قلقا من مسابقات الرقص الغربى التى اجتاحت الفضائيات المصرية فجأة، فهو نوع من الغزو الثقافى الذى يشكل خطرا جسيما على العلاقات الاجتماعية والزوجية والماهية العربية، فكان علينا أن نقاوم لنعيد إلى فن الرقص الشرقى هيبته وبدلته وسمنته، فلانتشار هذا الفن الأصيل عشرة فوائد، أقلها مكافحة البطالة والتشغيل الذاتى وتنشيط سياحة الكباريهات الخمارات، هذا هو الفن الذى نبحث عنه الآن وننفق عليه الملايين لنلعب فى عقول المراهقات لنشجعهن على إخراج الجاذبية والإبهار، فى الوقت الذى لا يجد فيه مبدعون حقيقيون مثل المخرج محمد رمضان «رحمه الله» من يساندهم أو يدعم أعمالهم الفنية ليموت فى النهاية تحت ركام الجليد، لن أكون ساذجاً كالكثيرين وأتاجر بتهمة موته هو وزملاؤه لتشويه الأمن والجيش، فهى للأسف جريمة تشوه مجتمع بالكامل، مجتمع تربى على ألا يدرك قيمة الإنسان المبدع ولا الفن الحقيقى، ويهلل «للهنبكة والتفاهة وأى فن رخيص»، فنخصص العشرات من القنوات الفضائية للرقص و«التهييس»، ولا نفكر فى إنشاء قناة واحدة ثقافية أو علمية أو متخصصة فى الأفلام الوثائقية والتاريخية أو فى المسرح أو الموسيقى العربية، ونمول أفلام البلطجية والراقصات بالملايين، ونبخل على إبداعات الشباب بمئات الجنيهات، ويتحجج الإعلام والمنتجون بأن المشاهدين لا يتابعون إلا الهلس، لكن الثقافة الجادة والفنون الرفيعة «أحبوش»، رغم أنهم لا يروجون إلا لفنونهم الرديئة، لذلك لا تحزنوا على أمثال محمد رمضان الذى خرج بكاميراته الشخصية وموارده المالية المحدودة أو «المعدومة» هو وزملاؤه ليشاهدوا مصر وليصنعوا أفلاما وثائقية قصيرة عن تاريخ سانت كاترين، وليفتخروا بتاريخ هذا الشعب ويشجعوا السياحة الدينية والتاريخية لوطنهم فى بلاد العالم، فهم للأسف لم يجدوا من يمول رحلتهم ولا من يؤمن طريقهم ويوفر لوازم الحفاظ على حياتهم، فسياحة الكباريهات والبحث عن الراقصات أبقى وأغنى، فمحمد رمضان مثله مثل ملايين الشباب فى هذا الوطن كتب عليهم أن يدفعوا أعمارهم لتحقيق أحلامهم فى مجتمع بخل عليهم بالعمل والحياة والأمل، فما العجيب أن يستشهد فى سبيل حلمه الضائع بعد أن استشهد الآلاف من أمثاله ليحققوا أحلامهم فى ثورة انقلبت عليهم وحولتهم إلى متآمرين وخونة، عزاؤنا وعزائهم الوحيد أنهم كانوا أجمل وأنقى من البقاء بيننا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة