مع تصاعد سيطرة أنصاف المتعلمين ونشطاء السبوبة على السطح السياسى منذ اندلاع ثورة يناير انتشرت وبشكل متواز السطحية فى الأفكار والرؤى والطرح وتسفيه المواقف والقرارات، كبيرها وصغيرها، وظهر فقه «التفاهة»، وأصبح له دعاة ومريدون ومنابر على شبكات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» و«تويتر».
نحانيح ثورة يناير أخرجوا أسوأ ما فى المصريين من فوضى، ونشروا ثقافة قلة الأدب، ولم يعد هناك توقير واحترام للكبير أو الصغير، واعتبروا المنظومة الأخلاقية التى تحكم العلاقة بين المصريين بعضهم البعض منذ بداية العصور التاريخية، بمثابة وبال، و«دقة» قديمة، دون الوضع فى الاعتبار أن أعظم الحضارات قامت على أكتاف العادات والتقاليد.
ثقافة التفاهة والتسفيه، والسطحية فى الأفكار والطرح، اتسقت مع الخطاب المتعجرف والمتعالى والبعيد عن الكياسة والاحترام، الذى دشنه نحانيح ثورة سوكا، التى سلمت البلاد لجماعة الإخوان الإرهابية، فأصبح الضحك والنكات على إهانة الغير أمرا عاديا، والتريقة على أصحاب المواقف المعارضة لنحانيح يناير طريقا سريعا للشهرة والمجد فى العالم الافتراضى «الفيس بوك» و«تويتر».
النحانيح دفعوا المصريين إلى الكفر بثورة يناير، واعتبروا شعارها «عيش.. حرية.. وكرامة إنسانية» يشبه برنامج النهضة الإخوانى، عبارة عن طائر خرافى، لا وجود له إلا فى الأساطير فقط، فالثورة لم تحقق إلا الجوع، وإهدار الكرامة، وديكتاتورية، وتشكيل ما يسمى اتحاد ملاك الثورة، لا يرون غيرها ولا يهمهم أن يضيع البلد فى سبيل أن تبقى «25 يناير» على أطلال الخراب.
وأصبح الالتفاف حول التفاهة والسخرية من الناس وإلصاق الأباطيل بهم، وتحقيرهم بين أبناء مجتمعهم، سلعة رائجة، وهو ما انعكس سلبيا وبشكل خطير على الإبداع الثقافى والفنى والرياضى، والاقتصادى والأمنى، واختفت قامات المطربين والفنانين الكبار، وظهر أورتيجا، ومحمد رمضان، وظهر منظرون سياسيون من عينة سما المصرى وأحمد سبايدر، وصفوت حجازى، وسوكا، وحسن شاهين، ومحمد عبدالعزيز، ولا عزاء لوطن كل إنتاجه ثقافة التخريب والتدمير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة