جلس الدكتور حازم الببلاوى على مقعد رئيس وزراء مصر 240 يومًا فى غياب رقابة شعبية.. خبر استقالته أمس الأول جعل البورصة تكسب مليارى جنيه ابتهاجًا.. الرجل الذى كان ملهمًا لجمال مبارك وعمل مع عصام شرف، والذى رشحه البرادعى للمنصب بعد 30 يونيو، غرق فى التفاصيل والبحث عن حلول سريعة يومية لمشاكل مزمنة.. اختاروه لطمأنة الرأسمالية العالمية على مستقبل اقتصاد السوق.. هو رجل بحكم تكوينه الفكرى غير مقتنع بشعارات ثورة يناير، ويعتبر الفقراء والمرضى والتلاميذ والعجائز عبئًا على الدولة.. ساعدته المعونات الخليجية على ترميم المشهد شهرين أو ثلاثة، لكن طوفان الأحلام الصادقة فى الشارع «طبقت على مراوحه»، فبدأ كأنه يتنفس بصعوبة، حتى وهو يبشرنا بالحد الأدنى للأجور، والذى لم يتمكن من ضبطه، لأن وزير ماليته لا يحب الفقراء أيضًا.. حتى وهو يعلن شفاهة الإخوان جماعة إرهابية، لم يتوقف الإرهاب واستهداف علامات الدولة.
فى عهده توقفت السكك الحديدية 45 يومًا لأول مرة منذ القرن التاسع عشر، وقضى التلاميذ والطلبة أطول إجازة «نصف العام» فى التاريخ، وبنى الإثيوبيون 30% من سد النهضة، وارتفعت الأسعار بشكل جنونى، الرجل ليس فاسدًا، ولكنه ابن نظريات يصعب تحقيقها فى بلد محاصر بالأمية والإرهاب، معرفته بحاجات الناس محدودة، تصور أنه منذوز لإنقاذ الليبرالية فى مصر.. كنا ننتظر أن يعبر بنا هذه المرحلة الصعبة بأقل الخسائر، وعلى خليفته أن يستوعب مظالم الناس، وأن مصر تحتاج شيئًا أكبر من العمارات والكبارى.