عادل السنهورى

محلب فى «محرقة رئاسة الحكومة»

الأربعاء، 26 فبراير 2014 10:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بشكل شخصى كنت أتمنى أن يستمر المهندس إبراهيم محلب فى منصبه كوزير للإسكان بعيداً عن محرقة «رئاسة مجلس الوزراء»، فالرجل قادم من موقع تنفيذى كرئيس لشركة المقاولين العرب، وله سلطة القرار الفورى فى مجال خبرته العملية الممتدة منذ التحاقه للعمل بالشركة عام 72، ولذلك ظهرت بصماته وتجلياته على الفور فى حكومة الببلاوى، ولمسها الجمهور العادى فى الشوارع والعشوائيات، وتطوير الطرق والمحاور الرئيسية التى طالها الإهمال طوال السنوات الماضية.

محلب كان أكثر الوزراء فى وزارة الببلاوى تواجداً فى الشارع فى العاصمة وخارجها فى القرى التى تعرضت لكوارث انهيار الكبارى، وشبكات الصرف الصحى، وفى المناطق العشوائية، وعمل فى منصبه كأنه باق لسنوات ولم يشغله أنه أحد أعضاء حكومة مؤقتة، لن تستمر سوى شهور مثل الكثير من وزراء الحكومة، فوضع خطته الاستراتيجية لتطوير منظومة الطرق والعشوائيات، وربما كان من الوزراء القلائل- مثل وزير الأوقاف والتربية والتعليم والتنمية المحلية والخارجية والشباب- الذين قرروا العمل بثقة وبجد واجتهاد وبأياد قوية غير مرتعشة فى الحكومة المستقيلة أو المقالة، فتعاطف معهم الناس، ووثقوا فى الحكومة من خلالهم، رغم فشلها فى معالجة أهم القضايا والملفات التى تواجه مصر حالياً مثل الأمن والاقتصاد وقضية الاحتجاجات العمالية، والمظاهرات والاضرابات الفئوية التى تصاعدت فى الشهرين الماضيين.

أستطيع أن أقول إن المهندس إبراهيم محلب، والدكتور محمد مختار جمعة والدكتور محمود أبوالنصر، وخالد عبدالعزيز، واللواء عادل لبيب قاموا بعملية غسيل سمعة، وتجميل لحكومة الدكتور الببلاوى، بقدرات شخصية وبحس ومسؤولية وطنية دون تردد أو ارتعاش.
المشكلة المزمنة فى مصر، أن أى وزير ناجح فى منصبه ومجال عمله حتى لو لم يكن سياسياً، يتم الدفع به على الفور فى بورصة الترشيحات لرئاسة الوزراء، رغم أنه قد لا يمتلك قدرة قيادة فريق وزارى، وينحصر نشاطه وإبداعه وإخلاصه فى حدود منصبه فقط، وبالمهمة المكلف بها. وبهذه القاعدة التاريخية تم ترشيح المهندس إبراهيم محلب والدفع به إلى محرقة رئاسة الحكومة، وبالتالى نخسر قيادة فنية متخصصة، وخبيرة فى مجال حيوى واستراتيجى له دور مهم فى عملية التنمية. لا نملك فى النهاية سوى الدعاء بالتوفيق للمهندس محلب فى المهمة الانتحارية لرئاسة الوزراء فى ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة للغاية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة