منذ إعلان انتخاب السيدة هالة شكرالله رئيسة لحزب الدستور، دارت معارك طاحنة على مواقع التواصل الاجتماعى.. فى البداية هللت بعض الأوساط كونها امرأة قبطية، لكن المتشددين المسيحيين تباروا فى الحديث عن زواجها من مواطن مسلم، ودار جدال عنيف بين مؤيد ومعارض، كأنها ترشحت للمجلس الملى العام.. فجأة اكتشف المتجادلون أن الرئيس الشرفى للحزب الدكتور محمد البرادعى، فتم تحميل السيدة كل ما نسب إلى البرادعى، بدءًا من حرب الخليج الثانية، حتى فض اعتصام رابعة، مع فاصل من الاتهامات المعروفة بالعمالة والخيانة.. دخل الإسلاميون على الخط، واعتبر أحدهم أن البرادعى يحيك مؤامرة على الإسلام، بدليل أنه نصب امرأة قبطية رئيسة لحزبه!
لم ينسَ اليساريون أن يدلوا بدلوهم، ففتحوا عبر نجاح هالة ملف التمويل الأجنبى، والمؤامرة الإمبريالية الصهيونية، حتى أنصار النظام المباركى دعوا أنفسهم على الحفلة، وكتب أحد روساء أحزاب ما قبل 25 يناير، والتى كانت موالية للجنة السياسات، عن دور هالة والبرادعى فى المؤامرة الدولية لتقسيم مصر عبر 25 يناير. أحد السلفيين بعد أن استعاذ بالله ذكر أن «العلمانيين والليبراليين الفاسقين يعطون للمرأة حق ولاية حزب»، بعض الليبراليين المنافسين اعتبروا أن فوز هالة تم بالاتفاق مع «العسكر» لتجميل وجه «حكم العسكر». أما المرحبون بفوز هالة فقد تم اتهامهم بـ«الترويج بالأسلمة» من قبل المتشددين المسيحيين، و«الكفر» من المتشددين الإسلاميين، و«الخيانة» من قبل خصوم البرادعى، و«العمالة والتمويل المشبوة» من خصوم ثورة 25 يناير، و«الطابور الخامس» من بعض اليساريين، و«عقد صفقة» من قبل بعض الليبراليين.. ذلك هو المناخ على صفحات التواصل الاجتماعى، والذى لا يحتاج إلى تعليق أو تحليل، سوى التذكير بأن أكثر من 90% ممن أدلوا بدلوهم نشطاء سياسيون، والمدهش أن 20% من الذين ضد السيدة هالة كانوا من النساء!
يا إلهى كيف سوف ننجز الاستحقاقين الثانى والثالث من خارطة المستقبل، وذلك هو حال شريحة من النخب؟ هل يمكن أن يكون هؤلاء ضد الإرهاب والفكر الدينى الإقصائى وهم يمارسون الإقصاء بامتياز؟.. كان الله فى عون من سيبتلى بحكم مصر فى المرحلة المقبلة، لأنه سيكون كمن يقود سيارة مفخخة، وشكرًا للمناضلة هالة شكرالله على رئاسة حزب الدستور، ذلك الاستحقاق الذى كشف لنا «الغرغرينا» التى انتشرت فى بعض أطراف الجسد.