فى أول تصريح له عقب تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، قال المهندس إبراهيم محلب إن مواردنا محدودة، وطالب الشعب بالتحمل قليلًا.. لكن السؤال: هل مواردنا محدودة حقًا؟ أم أن مشكلة مصر الكبرى تكمن فى مسألة أخرى؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، عندى ملاحظة أود تحريرها، وتتلخص فى طريقة اختيار رئيس الوزراء، مع كامل الاحترام لشخصه ولشخص من اختاره، وهى طريقة تتوافق مع منطق حسنى مبارك فى اختيار رئيس الحكومة، فلم يقولوا لنا لماذا وقع الاختيار على هذا الشخص بالذات، وما هى مؤهلاته السياسية «وأكرر السياسية» حتى يتولى أمر إدارة البلد فى هذه اللحظة الحرجة.
لعلك تتفق معى على أن مشكلة مصر الكبرى هى مشكلة سياسية بامتياز، وعلى من يتولى المسؤولية الأوْلى أن يكون رجلًا ذا خبرة كبيرة بالعمل السياسى، لا أن يكون رجل تكنوقراط فقط؟ لأن السياسة هى فن اتخاذ القرار الصائب فى الوقت المناسب من ناحية، ولأنها موقف اجتماعى من ناحية أخرى، بمعنى أن الرجل السياسى هو من يتخذ موقفًا محددًا، إما مع الغالبية العظمى من الشعب من رجال أعمال شرفاء وعمال وفلاحين وموظفين صغار، وإما أن ينتصر للأقلية الفاسدة من الأثرياء، تلك التى نمت مع السادات، وترعرعت مع مبارك حتى نهبت أكثر من 80% من ثروة البلد.
لا تقل لى إنه من الممكن أن يوفق فى إرضاء وتلبية احتياجات الفريقين: ناهبو المال الحرام، وملايين الفقراء، لأن هذا من المحال، فلم نسمع أن صداقة قامت بين ذئب وحمل، ولم نقرأ عن فئة ضالة استولت على السلطة والثروة وتركتهما بكامل إرادتها. وللأسف فقد طفت على سطح مصر هذه الفئة أو الشريحة أو الطبقة الضالة التى استحوذت على الثروة والسلطة السياسية بامتداد أربعة عقود تحمل الشعب خلالها ما لا يطيق، ومع ذلك لم تستطع ثورة يناير 2011 وثورة يونيو 2013 سوى إزاحة واجهة هذه الطبقة الفاسدة فقط، وأعنى مبارك وأسرته وزبانيته، ومرسى وإخوانه وحلفاءه!
ترى.. ما الموقف السياسى الاجتماعى للسيد رئيس الوزراء الجديد؟ وما انحيازاته الاجتماعية؟ وهل هو مع الفقراء أم أن حساباته مختلفة؟
أما حكاية مواردنا محدودة، فتحمّلنى قليلًا لأناقشها معك غدًا، فالكلام كثير لكن المساحة صغيرة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة