فى إحدى المرات ذهب كاتب متحذلق إلى الكاتب تريستان برنار، وعرض عليه مسرحية قال له إنها عظيمة، وطلب من برنار أن يضع عنوانا مناسبا لمسرحيته، حاول أن يتملص من المتطفل، لكن الكاتب ألح عليه فسأله تريستان: هل توجد طبول فى مسرحيتك؟. قال الكاتب: لا توجد طبول فى المسرحية. فعاد تريستان يسأل: وهل توجد فيها مزامير، فرد الكاتب: لا توجد مزامير. فرد عليه تريستان إذن فليكن اسم مسرحيتك «لا طبول ولا مزامير».
تذكرت هذه القصة الطريفة، وأنا أتابع ردود الأفعال على الحكومة الجديدة للمهندس إبراهيم محلب، فالحكومة لم تشهد تغييرا كبيرا، ثم إننا كالعادة أمام اعتذارات وترددات، لكن الغريب هو أن من كانوا يؤيدون تعيين محلب لرئاسة الوزراء، عادوا ليهاجموه ويعتبروه منتميا لنظام مبارك، بينما هؤلاء يعلمون أن كل من تولوا رئاسة الحكومة خلال السنوات الثلاث بعد الثورة، كانوا ينتمون لنظام مبارك، ولجنة السياسات، أو تولوا مناصب فى عهد مبارك. لأننا لو بحثنا عن مسؤولين لم يوجدوا أيام مبارك فسوف يكون عمرهم أقل من ثلاث سنوات. ثم إن الحكم على المسؤول يكون بمدى نجاحه أو فشله، وعلى سبيل المثال فقد كان الدكتور عصام شرف وزيرا للنقل فى حكومة نظيف، لكن هذا لم يمنع البعض من ترشيحه وحمله على الأعناق فى التحرير، قبل أن يتملص هؤلاء من الترشيح، ويهاجموا شرف. والأهم أن الدكتور عصام لم يوفق فى رئاسة الحكومة.
أما الدكتور الجنزورى فقد خرج من رئاسة الحكومة بشكل اعتبره البعض بطولة، حتى تم اختياره لرئاسة الحكومة، فعادت نغمة إنه من العهد البائد.
ونفس الأمر مع الدكتور هشام قنديل الذى كان مديرا لمكتب وزير الرى الأسبق محمود أبوزيد، وتولى وزارة الرى مع الجنزورى، ثم رئاسة الحكومة مع مرسى. بل إنه وعددا من وزرائه كانوا محسوبين على نظام مبارك.
وتكرر الأمر مع الدكتور حازم الببلاوى الذى كان كاتبا اقتصاديا وأكاديميا، وجاء لوزارة المالية، ثم تولى الحكومة، ومع ذلك لم يظهر أنه كان قادرا على تطبيق أفكاره. وها نحن مع إبراهيم محلب نحن أمام المشهد بحذافيره. يكفى أن يسارع أى ناشط أو إعلامى باتهام وزير أو مسؤول حتى يسير خلفه آخرون. نرى اعتراضات على المرشحين للحكومة، من دون تحديد المواصفات المطلوبة، وما يحدث مع محلب، نراه فى اختيار وزيرى الثقافة والعدل.
وربما على هؤلاء أن يسألوا «هل لدى الحكومة طبول.. وهل لديها مزامير؟» ليعلنوا أنها حكومة بلا طبول ولا مزامير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة