«يظن الشباب أن كبار السن حمقى. أما كبار السن فيعرفون أن الشباب حمقى» أنا لم أدع تلك الحماقة ولكن الفيلسوف (جورج تشابمان) يؤمن بذلك. فصراع الأجيال مثل صراع الطبقات مثل صراع الديوك. معركة لن تنتهى إلا بنهاية العالم أو فناء الفصيلة. فلكل جيل أفكاره وطموحاته وتصوراته فى تغيير ما حوله وأنانيته فى فرضه على الآخرين. فالحياة ملكية عامة، كل منا يراها عزبة خاصة وهذا هو قمة الصراع الإنسانى ناهيكم عن الزواج طبعا، ويقال إن الخالق (سبحانه وتعالى) حينما وزع الأرزاق لم يرض أحد عن رزقه وحينما وزع العقول لم يرض أحد إلا بعقله ولذلك نشأت أزمة ثقة بين الأجيال على امتلاك السلطة. الحل الوحيد كان فى الديمقراطية وهى حكم الأغلبية وليست حكم الأفضلية فأنت تتبع القطيع الأكبر حتى لو رفضت مساره ولم تقنعك أفكاره وحينما نقول إن شباب مصر من الفئة العمرية (18 إلى 35 سنة) يزيد عددهم عن 30 مليونا ويشكلون أكثر من %32 من عدد سكان مصر. فاعلم أنهم الأقوى والأنشط والأقدر فى صراع الديمقراطية. فلا تعاندهم فيما خلقوا له بل حاول فقط أن تشاركهم بخبراتك أو تقنعهم بجدواها. (فأفظع جرائم شباب هذا العصر هى أننا لم نعد ننتمى إليهم)، هكذا قالها (سلفادور دالى) هو يراها جريمة ولكنها الحقيقة. والمجتمعات الناضجة هى التى تجمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ. أما المجتمعات الهشة فتقارن بينهما وتشعل النيران لذلك على الدولة أن تنتبه لحقوق أجيال الشباب فكل ما نراه كلاما فى كلام وتنفيه الأفعال ليظل الشيوخ مهيمنين على السلطة ساخرين من كل طموحات الشباب وأفكارهم. وليتركوا أجيال الشباب للمزيد من السخط والغضب. لذا أتوقع فى المرحلة القادمة أن نعطى مساحة كبيرة لأفكار الشباب وتطلعاتهم وأن يمنحوا الفرصة لتغيير وجه البلاد. فسواء شئنا أو أبينا. وافقنا أو رضخنا، تسونامى هذه الأجيال لن تترك شيئا فى مكانه فهم يتكلمون بلغة لا نفهمها ولهم أفكار لا ندركها وبينهم حوار لا يعرفه الكبار. فهذه الأجيال تخلصت من مبارك وأسقطت الإخوان بلا قائد ولا خطط ولا كتر كلام. هم يريدون فقط أن يصنعوا حياتهم فلا تجبروهم أن يعيشوا حياتكم ولا تتفاخروا أمامهم بخبراتكم فى التواصل بالحمام الزاجل لأنهم لم يعرفوا أبراج الحمام، كل ما عرفوه عنه أنه يؤكل (محشى) عند الحاتى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة