أكرم القصاص

تجارة الرعب والأنفلونزا

الأربعاء، 05 فبراير 2014 07:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثلاث سنوات تراجع فيها الخوف من فيروس الأنفلونزا القاتل. وتراجعت معه حالة الرعب من أنفلونزا الخنازير والطيور، لكن الرعب عاد بدون مقدمات، ومعه حالة ضبابية حول ما إذا كان الفيروس القاتل، هو الأنفلونزا الموسمية، أم أنه فيروس «H1N1» المعروف بأنفلونزا الخنازير.

أيا كانت نوعية الفيروس فالرقم المعلن عن ضحاياه مثير للخوف، فقد أعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين بالأنفلونزا الموسمية بلغ 195، توفى منهم 24، وسواءً كان الفيروس أنفلونزا موسمية أم غيرها فالرقم مخيف، وهناك توقعات بزيادة العدد.
هناك من يقول إن أرقام وفيات الأنفلونزا سنويا لا تقل عن هذا الرقم وأضعافه، وكل ما فى الأمر هو مدى الإعلان والدعاية لهذا الفيروس، لكن نقابة الأطباء، وغيرها تصدر بيانات عن الإهمال ونقص الإمكانات، وسوء أحوال المستشفيات، وتم الإعلان عن وفاة أطباء بالفيروس، ووزارة الصحة قالت إنه لا يوجد أطباء ماتوا بالمرض، وأن وفاتهم لأسباب أخرى.

كانت السنوات منذ 2007 هى سنوات الخوف من أنفلونزا الطيور، وبعدها الخنازير، وكان خريف وشتاء 2009 مناسبة للرعب، من أنفلونزا الخنازير، وتم الإعلان عن وفاة أكثر من 20 بأنفلونزا الخنازير بعد شهور من التحذيرات كان هناك عداد ومؤتمرات صحفية.

ونتذكر حالات الرعب التى جاءت من منظمة الصحة العالمية والمؤتمرات الصحفية والإجراءات المشددة، التى لم تتوقف عند ذبح الخنازير، وقبلها الفراخ، وقوائم من التحذيرات والاحتياطات، وكميات من عقار التاميفلو، دفعنا فيها ملايين. وكالعادة تحول الحدث إلى تجارة، وسوق سوداء، وتشكلت اللجنة العليا لمواجهة أنفلونزا الخنازير، وقبلها اللجنة العليا لأنفلونزا الطيور.

ولا أحد يعلم إذا كانت هذه الحملات ساهمت فى التخفيف من انتشار المرض، أما أنها كانت النسبة العادية والمتوقعة.

كان من بين الأطباء من يؤكد أن نسبة الوفيات بفيروس الأنفلونزا ثابتة كل عام، والفرق فقط فى حالة الدعاية المصاحبة، بل وهناك من شكك فى فاعلية الأدوية المعلنة ومنها التاميفلو، وقال إن الهدف من تجارة الرعب، هو تسويق الدواء، مع تواطؤ من جهات تروج للأدوية والأمصال، وأن الوفيات ثابتة، سواء بالدواء أو غيره، وأن الوفاة عادة ما تأتى للمصابين بأمراض مزمنة.

وأن ما يجرى هو بيع الخوف من المرض من أجل تسويق الدواء.











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة