نريد من الحوار القادم مع الشباب أن يكون جادًا ومثمرًا، وليس مجرد «فض مجالس» ومحاولة استيعاب واحتواء دون الخروج بنتائج إيجابية، لنزع حالة الاحتقان السياسى والجفاء الذى لاح فى الأفق مؤخرًا بين الإدارة السياسية الحالية للدولة ورموز الشباب الذين شاركوا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو بعد المحاولات العبثية لشق وحدة الصف، وتشويه المشاركين فى يناير.
من هنا أرى أن توجيهات المستشار عدلى منصور لمستشاره الإعلامى أحمد المسلمانى بدعوة ولقاء مجموعة من شباب الثورتين إلى لقاء مشترك برئاسة الجمهورية، هو قرار موفق للغاية، وخطوة ضرورية ومهمة وعاجلة لرأب الصدع الذى حاول الخبثاء وأعداء هذا الوطن إحداثه، وشق الصف الوطنى، واستغلال حماس الشباب لبث الفتنة والوقيعة بين شباب الثورة المصرية فى يناير ويونيو، وإجهاض إنجاز الشعب وجيشه فى الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية.
وهنا أيضًا أقول إنه إذا كانت الرئاسة أدركت أهمية المرحلة السياسية الصعبة والحرجة التى تمر بها مصر، والتى تستدعى توحيد الصفوف بين جميع فئات الشعب، خاصة الشباب الذين هم فى طليعة ثوراتها، وأملها فى بناء المستقبل الذى تمضى نحوه مصر الآن بكل عزم وثقة، فإنه على الشباب أيضًا مسؤولية أن يدرك وبوعى ونضج أن للدولة ضروراتها، وأن المرحلة الحالية فى غنى عن العبث والمراهقة السياسية، لأننا مازلنا فى مرحلة بناء مؤسسات الدولة السياسية، ونحتاج أن يتحمل الجميع مسؤوليته، وأن الثورة عليها الآن أن تنتقل من الميادين والفضائيات وباقى وسائل الإعلام إلى الدولة بمؤسساتها السياسية والاجتماعية والسياسية، فالمرحلة تحتاج من الجميع التكاتف والتوحد خلف أهداف العدالة الاجتماعية والعيش والحرية والانتباه واليقظة لأى محاولات وأغراض تبعدنا عن أولويات وضرورات قصوى.
الدعوة للقاء تعكس الحس الوطنى لرئيس الجمهورية، والذى يريد من خلاله التأكيد على عدة ثوابت، أولها أن 30 يونيو هى امتداد ثورى لثورة 25 يناير، وإصلاح وضرورة تاريخية استدعتها خطايا حكم الإخوان التى هددت هوية الدولة ووجودها، وثانيها أن شباب مصر لا يمكن تفرقته وتشتيته بين مسميات وشعارات لها أغراضها الخبيثة، والمطالب الشعبية التى قامت من أجلها ثورتا يناير ويونيو وأنها حريصة على تحقيق واستكمال وإنجاز خارطة المستقبل رغم التحديات والمؤامرات للانطلاق نحو مستقبل يشارك جميع أفراد الشعب فى صناعته.