كريم عبد السلام

اغتيال مرسى

الخميس، 06 فبراير 2014 09:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ورقة اغتيال مرسى كانت وستظل من أهم الأوراق التى تمتلكها جماعة الإخوان وتدير بها معركتها فى إجهاد الشرطة، فمنذ أن كان فى الرئاسة كانت فكرة اغتياله حلا مطروحا للإخوان لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولها الظهور بمظهر الضحية التى تستحق التعاطف الشعبى، كما يحق لها الأخذ بالثأر، وتاريخ إمكانية إشعال الشارع بمظاهرات غاضبة تقودها الطليعة الإخوانية كما رأينا فى حفل تنصيب مرسى بميدان التحرير، ولا بأس عندها من إشعال سيناء بعمليات انتحارية مكثفة والهجوم على المؤسسات الشرطية ومعسكرات الجيش لإعلان هذا الجزء الغالى من الأرض المصرية إمارة إسلامية أو ما أشبه تمهيداً لإقرار المشروع الصهيوأمريكى المتفق عليه.

وثالثها، فرض سيناريو شمولى إخوانى بمباركة غربية تضمن سقوط مصر إلى مستوى الدول الفاشلة وتفتيت جيشها الوطن، وربما تقسيمها دولتين أو ثلاث.

فى السابق وخلال حكم المعزول، تكبد الجيش والشرطة مشقة حماية مرسى والحفاظ عليه بعيداً عن هذا السيناريو الكارثى الذى تسعى إليه الجماعة الإهاربية، حتى فى أحلك لحظات حكمه، كان تأمينه أمراً واجباً وحاسماً وبعد عزله كان من الضرورى نقله إلى مكان مؤمن بالكامل، لا تصل إليه أصابع الجماعة، والآن فى سجنه الاحتياطى، تجرى عمليات تأمينه داخل سجنه أو خلال نقله لحضور جلسات محاكمته فى القضايا المنظورة بدقة شديدة رغم تكلفتها العالية.

متى تتراجع فكرة اغتيال المعزول على أجندة الإخوان وفى تأثيرها العام؟ الإجابة تبدأ باستكمال مؤسسات الدولة والقضاء على أى حلم أو وهم إخوانى بالعودة إلى قيادة البلاد أو مواجهتها بالسلاح وأعمال العنف والتخريب ضد المؤسسات العامة والمصالح الخاصة.
ويكتمل قوس الإجابة بوصول التنظيم الدولى وداعموه الغريبون والعرب إلى مرحلة اليأس من تنفيذ مشروعهم فى مصر، ساعتها ستعود الجماعة الإهاربية بالأمر إلى مرحلة الاستضعاف وستجد قياداتها ودعاء طيبين يتمسحون فى مختلف الطوائف والأحزاب، وساعتها سيتحول مرسى إلى مجرد سجين جنائى له رقمه فى إدارة السجون، يقضى فترة عقوبته التى صدر بشأنها حكم قضائى، إلى أن يخرج من محبسه أو أن يقضى فيه.

وساعتها ستتحرك عجلة الأحداث بسرعة كبيرة، وستقوم الدولة المصرية بتحدياتها الأساسية فى مجالات التنمية والمشروعات القومية الكبرى وإعادة بناء الإنسان المصرى، وهى تحديات ستكون جماعة الإخوان ومرسى وحماس وأعمال العنف والتدمير إلى جوارها هامشاً تافهاً يتراجع شيئاً فشيئاً إلى أن يطويه النسيان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة