فمن الواجب هنا أن نحاول أن نرفع «الظلم» الذى يتعرض له هذا الرجل، سواء من أحبائه أو من أعدائه، بحثا عن صورة خالية من «التهاويل» التى ما أن تسمعها من أحبائه أو من أعدائه حتى تقول «ياااه.. والسيسى عمل كل ده؟».
يتصور أحباء السيسى أن كل من معه «عبيد بيادة» وهم الذى يفتخرون بهذا الوصف ويحرصون على التقاط الصور التذكارية مع الحذاء العسكرى قابعا فوق أدمغتهم، ويتخيل أعداؤه أن كل من لا يعارض السيسى منتقدا كل نفس يتنفسه «عبيد بيادة» أيضا، فتجد نفسك محاصرا بالعبودية من كل حدب وصوب، ثم تسأل نفسك: هل قمنا بثورتين حتى تصبح العبودية طوقا فى رقابنا أينما ولينا وجوهنا؟
وقت حكم مرسى وصف القيادى الإخوانى الإرهابى محمد البلتاجى الجيش المصرى الذى يقوده المشير السيسى بأنه «جيش النكسة» وهو الأمر الذى أغضب الجيش وقتها فاعتذر البلتاجى على مضض، وبعد عزل مرسى يكاد أنصار المعزول أن يسبحوا بالقول «سيسى قاتل سيسى خاين» بينما اجتهد بعض مناصريه فى جعله حتمية تاريخية، حتى إن أحدهم زعم أن اسمه مدون فى البرديات الفرعونية منذ آلاف السنين، وصوره الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء باعتباره «فتى مصر الأول» الذى تحبه السيدات وتعشقه، ثم ظهر أحد القساوسة ليقول إن النساء معذورات فى حبه لأنه شخصيا «يحبه».
السيسى بين هذا وذاك مظلوم ظلم بين، فمن وجهة نظرى هو القائد الوطنى الذى استجاب لنداء شعبه، ووقف ليتحمل المسؤولية بشجاعة نادرة، لكن فى وقت وصل التطرف فيه إلى مداه تحول السيسى إلى «عملة رائجة» يتاجر بها الأعداء والخصوم على حد سواء، فأصبحنا لا نرى «السيسى» ولكن نرى وجهات نظر البعض حوله، وهو ما يؤكد أننا نعيش فى مفارقة تاريخية كبيرة، ومن العجب أن نقول إنه فى الوقت الذى يملأ السيسى الدنيا أحاديث ومناقشات وسجالات ومعارك لكنه فى الحقيقة يعيش فى حجب من «التعتيم».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة