من النظريات العبقرية للرئيس المنزوع محمد مرسى نظرية «الخالط والمخلوط» فقد أمتعنا بوصلات كوميدية عن قابلية خلط الكحول والجاز والسياسة والعلم والمهلبية.
تذكرت هذه النظرية الفذة وأنا أراقب الأداء السياسى لشخصيتين من الشخصيات العامة المعروفة ولهما تأثير على الرأى العام فى السنوات الأخيرة! بلال فضل الكاتب والسيناريست، وباسم يوسف الإعلامى الساخر المشهور، واكتشفت أن مواقفهما السياسية فى الفترة الأخيرة ميكس ونص وتلات تربع كمان، وبالتالى وفى إطار هذه المواقف السياسية باسم فضل أو بلال يوسف مش هاتفرق. بعد ثورة 30 يونيو و3-7 أصيب بلال فضل بحالة سعار ضد الجيش المصرى والذى كل ما فعله أنه نفذ إرادة الشعب فى ثورة يونيو التى لا يعترف بها. رغم أن هذا هو نفس الجيش الذى نفذ إرادة نفس الشعب «شيل منه الخونة والعملاء سواء إخوان أو غيرهم» فى ثورة يناير التى يعبدها بلال كالصنم وكان وقتها يغزل قصائد شعر للجيش المصرى!
عمنا باسم يوسف اختفى بعد 30 يونيو ولم يكن حاضرا إلا بتويتات قليلة متحفظة رغم قوة الحدث الذى هز العالم وبدأ على استحياء فى نشر مقالات شديدة الوسطنة والميوعة ومسك العصا من المنتصف. فهمنا الفولة وتوقعنا إن أول برنامج له سيكون لنشر فقه الوسطنة اللى هو مش عسكر ولا إخوان وموضوعية ومبادئ وحكوك إنسان ومعتكلين وخلافه! بالمناسبة باسم فضل وبلال يوسف الاثنان من كتيبة الشروق التى تختار كتابها بعناية! أى واحد ماشى فى الشارع يشتم الجيش والشرطة ويغذى فكرة الانقلاب ينضم فورا إلى كتيبة الشروق والأمثلة كثيرة، بل لديهم عين فاحصة مثل سماسرة كرة القدم فى اختطاف اللاعبين. الحق فيه شاب فى المصرى اليوم بيشتم كويس قوى ضد الشرطة والجيش من بتوع يسقط حكم العسكر فى التو واللحظة تلاقيه انضم إلى كتيبة الشروق.
وجاء أول برنامج لباسم يوسف بعد انقطاع. أخذ يلعب على وتر التشكيك فى ثورة يونيو بوضوح والتلميح بالفاشية العسكرية وحكم العسكر وفكرة الانقلاب، وكانت جلية عندما ردت «جماهير» وكانت لابسه بنطلون «جيش» من تحت عن ماذا فعل ابن خالتها «الجيش» فى الرجل الوحش «مرسى»، وقالت «قلبه» ولم تقل خلعه ولا عزله ولا ضربه. كان باسم يهدى كارتا للغرب المتبنى فكرة الانقلاب مثل كارت البرادعى تماما بعد فض بؤرة رابعة المسلحة. ثم كان الخلاف مع قناة CBC والذى استغله باسم يوسف بكل قوة لترسيخ فكرة قمع السلطة والحريات وحكم العسكر، وظهر ذلك فى لقائه العصبى مع يسرى فودة والمهزوز مع عمرو الليثى! بإيحاءات وهمزات ولمسات طفولية!
ثم عام على عومه كربونة عمنا بلال فضل بقصة منع مقاله من الشروق، وبدأ أيضا يعطى نفس الإيحاءات الرخيصة. والحقيقة أن المقال الممنوع من أتفه مقالاته وله عشرات المقالات السابقة بها هجوم صريح وقمىء على السيسى شخصيا والجيش، ولم يتم منعها، واتضخ فى النهاية أنه خلاف على دقة بعض المعلومات عن كتاب هيكل الذى ورد فى المقال ولم تفلح قصة ربط المنع بالسيسى والحكم العسكرى الفاشى وقمع الحريات والكلام الأهطل. الاثنان يقولان مرسى فشل ولا يعترفان بإرهاب الإخوان! الاثنان ينكران تماما المؤامرة على مصر! الاثنان لا يتحدثان نهائيا عن تخابر وتآمر الجماعة! الاثنان يريدان المصالحة والحفاظ على كيان التنظيم الإرهابى! الاثنان يرددان نغمة الانقسام فى المجتمع والاستقطاب. عايز أقول لبلال يوسف وباسم فضل إننا نؤمن إلى النهاية بحرية الرأى والتعبير وكل التضامن معهما من أجل أن يستمرا، لكن ومن نفس المنطلق والمبدأ نؤمن بحرية النقد وحق الهجوم الشديد عليكما ونحن نرى ألاعيب المظلومية والاضطهاد الرخيصة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة