يقول مثل ألمانى: «ليس هناك جندى سىء.. إنما هناك ضابط فاشل». ولأن الضابط هو المسؤول فالجندى، أسىء تقديره، وأسىء استخدامه.. فالعيب على المسؤول، والأطفال رعية آبائهم. والآباء، كثيراً ما يكونون سبب فساد الأبناء. كثيرون من الآباء، يمارسون التسلط والإفراط فى العقاب، أو الإفراط فى التدليل. وهذا يفسد الأطفال. الإفراط فى الإهمال، أو الإفراط فى الاهتمام. بعضهم، يفهم التربية على أنها «مجرد إنشاء بيولوجى، مقصور على تحقيق متطلبات الطفل المادية، والتعليمية، والصحية، دون النظر إلى أن الطفل فى الأول وفى الآخر نفس، يدور حولها كل ما سبق»، هنا الأزمة فاحترس، لأنك قد تفسد أطفالك، وأنت تربيهم، دون أن تدرى.
التربية التسلطية تساهم فى تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة، تتسم بالخجل والحساسية الزائدة، وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، وشعور دائم بالتقصير وعدم الإنجاز. وقد ينتج عن «التسلط» تربية طفل عدوانى يخرب ويكسر أشياء الآخرين، لأنه فى صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها. وكثيرا، وبدعوى الحرص، يمارس كثير من الآباء، حماية زائدة على أطفالهم، بتوهم توفير أقصى درجات الحفاظ عليهم. بينما العكس هو الذى حدث. من أساليب التربية الخاطئة عن جهل، أو عدم وعى هو ما يمارسه بعض الآباء من إهمال للطفل. يعنى، إن تركوه دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب.
والتربية التى نربى بها الأطفال فى صغرهم هى التى تحدد هل سيصبحون أطفالا أسوياء أم يشبوا ويكبروا على غير ذلك. أهم ما يحتاجه الطفل كى يشب صحيحا تلافى التدليل الزائد وعدم المبالغة فى رد الفعل على الأخطاء مع الحنان «المتزن» على رأس الأولويات، فمن أكثر الأشياء التى تشعر الأطفال بالسواء النفسى هى التقدير. فإذا فعلوا شيئا جيدا وأثنت عليه الأم أو الأب، فإن هذا التقدير والثناء يعطى الأطفال الثقة بالنفس. لا أحد، يمكن أن يكون سويا ما لم يشعر بالحب «المتوازن» فى صغره. لا أرى فارقا كبيرا بين تربيتنا لأبنائنا وعلاقتنا بهم وبين علاقتنا بالدولة والسلطة.. التوازن والنضج هما من المفاتيح الصحيحة لمجتمع صحيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة