هناك إصرار على إنقاذ وإحياء جماعة الإخوان الإرهابية بدعوى «أن الوطن فى أزمة»، والحقيقة أن أصحاب تلك المبادرات هم الذين فى أزمة عدم إدراك بما يحدث على أرض الواقع، وبما تجاوزه الشعب من بعد 30 يونيو وحتى الآن، وما قرره المصريون من رفض وجود هذه الجماعة اجتماعيا وسياسيا، بعدما اختارت طريق العنف والإرهاب والدم.
فى أكتوبر الماضى طرح الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مبادرة - ربما كانت الظروف السياسية وقتها تجعلها قابلة للنقاش - للحوار بين الدولة وجماعة الإخوان عن طريق لجنة حكماء. وجرت فى نهر السياسة المصرية مياه كثيرة، وطرحت مبادرات كثيرة كان مصيرها الفشل وطرحها بعض من اقترح الدكتور نافعة ضمهم إلى لجنة الوساطة، وانهارت كل المبادرات على حائط العناد والتمسك بطريق الإرهاب من جماعة الإخوان وأتباعها. وقال الشعب كلمته فى الاستفتاء على الدستور وخارطة المستقبل، بأن لا وجود للإخوان فيها وإنها جماعة لفظت أنفاسها ولا يتبقى سوى دفنها تكريما للوطن. وأظن أن الدكتور نافعة تابع ذلك، سواء كان داخل مصر أو خارجها وشاهد إرهاب الجماعة التى يحاول أن يصورها على غير الحقيقة أنها طرف أزمة فى مصر وليست جماعة إرهابية فى مواجهة دولة بشعبها ومؤسساتها الوطنية.
المشكلة ليست فى المبادرات أو فى أصحابها الذين يسعون بسوء أو بحسن نية لإطلاقها تحت دعوى أو من منطلق «البحث عن مخرج للأزمة السياسية التى تعيشها مصر» ودائرة العنف التى يمارسها الإخوان منذ الإطاحة بالدكتور محمد مرسى.
الأزمة الحقيقية أن هناك نفرا من النخبة فى مصر ما زال لديها تعاطف مع جماعة جوهر أفكارها منذ نشأتها هو العنف والاغتيال والقتل، ولا تستوعب ما حدث فى 30 يونيو وما تلاه من تغييرات جذرية فى مصر بإرادة الملايين من المصريين الذين خرجوا ضد دولة الفاشية والاستبداد الدينى لحكم الإخوان.
نخبة إنقاذ الإخوان مثل الجماعة ما زالت تعيش حالة الصدمة مما جرى فى يونيو وإنكار كل ما حدث على أرض الواقع، حتى أصبحت الآن تعيش خارجه، فى ظل حالة رفض وكراهية شعبية شديدة لم ينلها تيار سياسى أو جماعة دينية فى تاريخ مصر. والحل هو الرضوخ للأمر الواقع، حتى يمكن قبول مبدأ التفاوض والحوار، وقبول المبادرات ليس من الدولة ولكن من الشعب أولا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة